الكوثر - ايران
تتميز هذه الصحراء بجغرافيتها الفريدة، حيث تمتد على مساحة تزيد عن 51,800 كيلومتر مربع، وتضم تضاريس متنوعة من الكثبان الرملية والسهول المالحة إلى الهضاب المرتفعة والأودية الصخرية.
صحراء لوط تُعرف بدرجات الحرارة المرتفعة جداً، إذ سُجلت فيها أعلى درجات حرارة على سطح الأرض، حيث وصلت إلى 70.7 درجة مئوية، ما يجعلها واحدة من أكثر البيئات حرارة وجفافاً. ويعود السبب في هذا إلى تفاعل الظروف الطبيعية، حيث تحجب الجبال المحيطة الرطوبة، ما يساهم في بقاء المنطقة جافة.
ورغم الظروف القاسية، تحتوي صحراء لوط على تشكيلات جيولوجية مدهشة، مثل كثبان الرمال العالية التي يصل ارتفاعها إلى 300 متر، بالإضافة إلى "كلوتات" وهي تلال طبيعية تشكلت بفعل الرياح على مدار الزمن، مما يعطي الصحراء مظهراً فريداً من نوعه، ويجعلها منطقة جذب لعلماء الجيولوجيا والسياح المغامرين.
في عام 2016، تم إدراج صحراء لوط في قائمة التراث العالمي لليونسكو، لتكون واحدة من المواقع الطبيعية التي تجسد التنوع البيئي والجغرافي النادر، وتستقطب الاهتمام العالمي بفضل ما تحويه من أسرار طبيعية وتاريخية تعود إلى آلاف السنين.
اقرأ ايضاً
صحراء لوط الإيرانية لا تضم الكثير من الآثار المعمارية التقليدية، إلا أن هناك معالم جيولوجية وتاريخية فريدة تجعلها منطقة جذب خاصة. تشمل هذه المواقع:
الكَلُوتات: تُعدّ هذه التكوينات الصخرية واحدة من أشهر معالم صحراء لوط، وهي تلال وتكوينات طبيعية هائلة الحجم تشكلت عبر ملايين السنين بفعل الرياح. الكَلُوتات تعطي المنطقة مظهراً أشبه بمدن حجرية شديدة الجمال، ويُطلق عليها "مدن أشباح طبيعية".
منطقة غندم بريّان: تُعتبر من أكثر الأماكن حرارةً في صحراء لوط، وسُجلت فيها أعلى درجات حرارة على سطح الأرض. تُعرف بأنها "أرض محروقة"، حيث تحيطها الرمال الداكنة والصخور البازلتية السوداء التي تضفي عليها مظهراً غامضاً وجاذباً.
سهول الملح: تضم صحراء لوط العديد من السهول المالحة التي تعكس أشكالاً هندسية طبيعية خلابة، تتشكل بفعل تبخر الماء، مما يعطيها مظهراً فريداً ومميزاً.
كثبان الرمال العالية: تتواجد في صحراء لوط بعض من أعلى الكثبان الرملية في العالم، حيث يتجاوز ارتفاع بعضها 300 متر، وهي تشكل خلفية طبيعية مهيبة ومقصدًا للمغامرين والمصورين.
آثار طرق القوافل القديمة: كانت صحراء لوط جزءاً من طريق الحرير القديم، وقد عبرتها القوافل التجارية بين الشرق والغرب، على الرغم من أن آثار هذه الطرق ليست ظاهرة بوضوح، فإن بعض المناطق تحتوي على دلائل تشير إلى مرور قوافل التجارة.
رغم قلة الآثار البشرية، إلا أن الطبيعة الصحراوية لصحراء لوط وتكويناتها الفريدة تجذب الباحثين والمستكشفين من مختلف أنحاء العالم، حيث تحتوي على مواقع طبيعية نادرة تعتبر إرثاً جيولوجياً فريداً.