مكافحة كراهية الإسلام ”الإسلاموفوبيا “

الأربعاء 23 أكتوبر 2024 - 07:57 بتوقيت غرينتش
مكافحة كراهية الإسلام ”الإسلاموفوبيا “

إن فكرة الإسلاموفوبيا تكمن في ثنايا العقل البشري، لكن ممارساتها تتجلى في مواقف الناس وتصرفاتهم، بحيث يمكن أن تتجلى في ارتكاب أعمال عنف، كحرق مساجد وتخريب ممتلكات وإساءة معاملةٍ للنساء المرتديات للحجاب أو الإساءة لرموز الإسلام المقدسة.

الكوثر- مقالات 

تعريف كراهية الإسلام أو ”الإسلاموفوبيا“

الإسلاموفوبيا عبارة عن الخوف من الإسلام ومن المسلمين، أو بشكل أدق، الخوف المفرط من الإسلام والمسلمين، أو أي شيء مرتبط بدين الإسلام، مثل المساجد والمراكز الإسلامية والقرآن الكريم والحجاب، إلخ. وتُعَد هذه الظاهرة شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز في حياة الناس اليومية، سواء تمت في وسائل الإعلام أو في أماكن العمل أو في مجال العمل السياسي وغير ذلك.

تلك كانت بصورة أو بأخرى محاولة للتعريف بظاهرة الإسلاموفوبيا وتجلياتها التي لا تقتصر ملاحظتها من خلال الأحداث والوقائع فحسب، ولكن كذلك من خلال وجهات النظر والتصريحات والسلوكيات والإيماءات. وعلى امتداد العقدين الماضيين، ازداد نمو هذه الظاهرة في بعض أنحاء العالم، وتجلى ذلك من خلال الحملات المكثفة والخطابات العامة التي تنشر الخوف من الإسلام، ومن خلال العدد الكبير للحوادث التي استهدفت المسلمين والمساجد والزي الإسلامي والشخصيات الإسلامية المبجلة.

مكافحة كراهية الإسلام ”الإسلاموفوبيا “

أقدمت عديد من الحكومات على أفعال ملموسة لمكافحة كراهية الإسلام بوضعها تشريعات وتدابير تُعنى بمكافحة جرائم الكراهية لمنع جرائم الكراهية ومقاضاة مرتكبيها، وبشن حملات تثقيفية عامة عن المسلمين والإسلام بهدف تبديد الخرافات والمفاهيم المغلوطة والمسيئة.

وتبنت الدول الستين الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، اعتبارا لكل ما سبق، قرارًا اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2022 حددت فيه يوم 15 مارس بوصفه اليوم العالمي  لمكافحة كراهية الإسلام. وتشدد وثيقة القرار على أن الإرهاب والتطرف العنيف لا يمكن ولا ينبغي ربطهما بأي دين أو جنسية أو حضارة أو جماعة عرقية. كما تدعو إلى تشجيع إقامة حوار عالمي بشأن تعزيز ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات، استنادا إلى احترام حقوق الإنسان وتنوع الأديان والمعتقدات.

منظمة التعاون الإسلامي و مكافحة ”الإسلاموفوبيا “

لقد أُنيطت بمنظمة التعاون الإسلامي مهمة رصد اتجاهات الإسلاموفوبيا وتقديم تقارير دورية إلى الدول الأعضاء، مع تشجيعها في الآن ذاته على اتخاذ تدابير من شأنها معالجة هذه الظاهرة، وذلك بالتنسيق والتعاون مع الدول الأعضاء والمجتمع الدولي وآلية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة والكيانات الدولية الأخرى كلما كان ذلك ممكناً.

وتتولى تنفيذَ هذه المهمة بشكل رئيسي وحدةٌ متخصصةٌ داخل الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، ألا وهي مرصد الإسلاموفوبيا، حيث تقوم هذه الوحدة برصد الأحداث والوقائع يومياً والتدقيق فيما يُعبَّر عنه من أفكار ومشاعر عامة، إضافة إلى استقصاء الحوادث وتتبع كل شيء يمكن أن يشكل مؤشراً محتملاً للإسلاموفوبيا؛ كما يقوم المرصد بتقديم تقارير إلى الدول الأعضاء على أساس دوري (شهري، كل ثلاثة أشهر، سنوي)، واقتراح تدابير للتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا وكراهية الأجانب؛ وحوار لإبراز القيم الحقيقية للإسلام وطبيعته المسالمة؛ كما يعمل المرصد على زيادة الوعي العالمي بظاهرة الإسلاموفوبيا وعلى نشر المبادئ الأساسية للاعتدال والوسطية والحداثة للإسلام، وعلى تمكين المجتمعات في جميع أنحاء العالم من مواجهة التحديات المرتبطة بالإسلاموفوبيا.

 وتبذل هذه المساعٍي من خلال طرق وأدوات متعددة، بما فيها من خلال هذه الصفحة على الموقع الرسمي لمنظمة التعاون الإسلامي.

تصنيف :