الكوثر - مقالات
ظهر بين الأنقاض جزء من الذخيرة الأميركية الصنع التي دمّرت السوق. وقد عثرت صحيفة "ذي غارديان" على جزء من الذخيرة المستخدمة وتسمّى (Jdam)، وهي التي تحوّل القنابل الغبية التي تتراوح أوزانها بين 500-2000 رطل (230-910 كجم) إلى قنابل موجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
وتكررت مشاهد مماثلة من الدمار في أنحاء النبطية، ثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان في جنوب لبنان، والتي أصبحت الآن صامتة بشكل مخيف وخالية من الحياة بعد أسبوع من الغارات الجوية القاسية.
وقال مسؤولون طبّيون ما زالوا في المدينة إنّ موجة الغارات الجوية للاحتلال الاسرائيلي،أدّت إلى تدهور الظروف المعيشية بشكل أكبر، ما أدى فعلياً إلى إخلاء المدينة بالكامل تقريباً. وقالت الأمم المتحدة إنّ ربع أراضي لبنان تم إخلاؤها بسبب الكيان الصهيوني .
وقالت منظمة العفو الدولية إنّ أوامر الإخلاء تثير تساؤلات حول ما إذا كانت أوامر الإخلاء تهدف إلى خلق نزوح جماعي.
وقال العاملون الطبيون في مدينة النبطية إنّ الضربات التي وقعت يوم الأربعاء الماضي قدمت دليلاً على نية الكيان المحتل تهجير اللبنانيين.
غارات الاحتلال وتُجبر سكان مدينة النبطية على النزوح
واستهدف جيش الاحتلال المقر البلدي للمدينة وقتلت أعضاء خلية الأزمة في المدينة، بما في ذلك رئيس البلدية أحمد كحيل، أثناء توزيعهم للمساعدات. كما أصابت الهجمات مبنى على بعد 100 متر (330 قدماً) من مركز الدفاع المدني، ما أسفر عن مقتل ناجي فحص، الذي عمل كمستجيب أول لمدة 22 عاماً. وفي المجموع، قُتل 16 شخصاً وجُرح 52 في تلك الضربات.
وأصدر "الجيش" الإسرائيلي أمر إخلاء للمدينة في 3 أكتوبر، كما فعل مع أكثر من 70 قرية في جنوب لبنان، لكن بعض الناس بقوا، بعد أن هجّروا بالفعل بسبب القتال على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية. لكن، بعد الغارات الجوية هذا الأسبوع، غادر الجميع تقريباً، ولم يتبقّ سوى العاملين الطبيين وكبار السن ذوي القدرة المحدودة على الحركة.
صمود الطاقم الطبي تحت ضغط الغارات الصهيونية
في مستشفى نبيه بري الحكومي، يعيش الطاقم الطبي مع عائلاتهم لتلبية احتياجات سكان المدينة المتبقين. وأكد الدكتور حسن وزني، رئيس المستشفى، ضغط العمل الكبير عليهم بسبب تدفق الجرحى بعد الغارات الجوية لجيش الاحتلال.
وبدأ المستشفى في ترشيد استهلاك الكهرباء بعد قطع الخط الرئيسي، مما جعلهم يعتمدون على مولّد ديزل مع توافر محدود للوقود. وصف جراح عام الوضع بأنه أسوأ بعشر مرات من حرب تموز 2006. وأشار عباس سلوم، أحد الإداريين، إلى أن المبنى يهدف لخدمة الناس وليس به أي أسلحة، مؤكداً أن الغارات تهدف لتهجير السكان لكنهم صامدون.