الكوثر - أهل بيت النبوة عليهم السلام
وكان هذا التضييق على الإمام العسكري (ع) شديداً لدرجة أنه لم يتمكن من أداء فريضة الحج ولو مرة واحدة في حياته الشريفة. بهذا المعنى، يمكن القول إنه تعرض لضغوط أشد من آبائه.
لقب الإمام الحسن العسكري (ع)
أُطلق على الإمام الحسن (ع) لقب "العسكري" نسبة إلى المنطقة العسكرية التي حُبس فيها. ومع ذلك، فإن هذا اللقب لا يعبر عن مكانته العلمية والروحية، لذلك يُذكر بألقاب أخرى مثل "الزكي" و"الفاضل" و"الصادق". يعبّر لقب "العسكري" عن القمع والتغريب الذي تعرض له الإمام في ظل الحكم العباسي.
ثمانية وعشرون عاماً من الحياة
لقد عاش الإمام الحسن العسكري (ع) 28 عاماً في ظل ضغوط شديدة وسجون وحكم الطغاة العباسيين، وازدادت هذه الضغوط في فترة إمامته التي استمرت ست سنوات.
تهيئة الشيعة للغيبة
أحد أهم أدوار الإمام العسكري (ع) كان تهيئة الشيعة لفترة غيبة الإمام المهدي (ع). بدأ هذا التهيؤ فعليًا في عهد الإمام العسكري (ع) نفسه. نادراً ما كان الإمام الهادي (ع) يظهر ابنه الإمام العسكري للناس، حتى أن بعض الشيعة لم يعرفوه.
عندما توفي محمد، ابن الإمام الهادي (ع)، وجاء الشيعة لدفنه، رأوا شاباً في العشرينات من عمره يقف بجوار الإمام الهادي (ع). كثير من الشيعة لم يكونوا يعرفون أن هذا الشاب هو الإمام الحسن العسكري (ع). الإمام العسكري اتبع نهجاً مماثلاً مع ولده الإمام المهدي (ع)، حيث حرص على إبقاء ولادته وحياته سراً.
شدة الحكام على الإمام العسكري (ع)
عاصر الإمام العسكري (ع) خلال فترة إمامته العديد من الخلفاء العباسيين الفاسدين، منهم المعتز الذي قتل الإمام الهادي (ع) وكان يخطط لقتل الإمام العسكري أيضاً. إلا أن المعتز مات قبل تنفيذ خطته. ثم جاء المهتدي الذي حاول إظهار زهد وتقوى كاذبة لكسب دعم الناس، لكنه أيضاً سجن الإمام العسكري (ع) وحاول منعه من الزواج وإنجاب الإمام المهدي (ع).
منع زواج الإمام الحسن العسكري (ع)
كان العباسيون يخشون من ولادة الإمام المهدي (ع) الذي سيملأ الأرض عدلاً. لذلك، حاولوا منع زواج الإمام العسكري (ع) ووضعوا جواسيس في بيته. لكن العناية الإلهية تدخلت، وتزوج الإمام العسكري (ع) من السيدة نرجس في سرية تامة.
ولادة الإمام المهدي (ع)
بعد وفاة المهتدي، تولى المعتمد العباسي الحكم. في عهده، حدثت انتفاضة صاحب الزنج الذي ادعى أنه من العلويين، مما أثار الفوضى في الدولة العباسية. طالب العباسيون من الإمام العسكري (ع) أن يتبرأ من صاحب الزنج، فقال الإمام (ع): «صاحب الزنج ليس من أهل بيتنا». بهذا القول، تجنب الإمام الحسن العسكري (ع) الأذى وحمى الشيعة من الخطر.
زواج الإمام العسكري (ع) تم بسرية تامة، وزوجته نرجس كانت أميرة رومانية وقعت في الأسر ووصلت إلى بيت الإمام الهادي (ع) عن طريق توجيه إلهي. ورغم كل محاولات العباسيين لمنع هذا الزواج، ولد الإمام المهدي (ع) في منتصف شعبان.
الإمام العسكري (ع) أخفى ولادة ولده عن أعين الجواسيس، ولم يعرف أحد بولادته إلا بعض خواص الشيعة.