الكوثر_الصحافة
صحيفة "إندبندنت" البريطانية تنشر مقالاً لمارك ألموند، وهو مدير معهد أبحاث الأزمات في "أكسفورد"، يتحدث فيه عن تداعيات الحرب التي تشنّها "إسرائيل" على غزّة ولبنان، على كيانها نفسه.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
بعد مرور عام على عملية طوفان الاقصى، فإن انتقام "إسرائيل" المستمر، بعيد عن استقرار مستقبلها، وأعادها إلى "دولة" محاصرة على شفا أزمة وجودية.
واندلع صراع قاسٍ وغير مسبوق في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وهذا الصراع الذي تسبّب في عودة "إسرائيل" إلى وضع "الدولة المحاصرة" الذي كانت عليه لعقود من الزمان.
اقرا ايضا:
"فورين بوليسي": المعايير المزدوجة الفاشلة للولايات المتحدة في التعامل مع فلسطين
بالارقام.. خسائر التي يتكتم عنها الكيان الصهيوني منذ بدء العدوان على غزة
إنّ حروب الاستنزاف التي تخوضها "إسرائيل" في غزة وجنوب لبنان، لها عواقب وخيمة. والصراع الذي يبدو أنّه يتوسع باستمرار منذ السابع من أكتوبر يجعل من المستحيل تصوّر أي تسوية. وقد أصبحت أطول حرب خاضتها "إسرائيل" على الإطلاق مهددة بالتحوّل إلى "أمر طبيعي".
بالتوازي، أثبتت اتفاقيات التطبيع بين "إسرائيل" وبعض الدول العربية أنّها "فجر كاذب"، بل شجعت على الهجوم الدموي في 7 أكتوبر، ورد "إسرائيل" العسكري المستمر منذ ذلك الحين، قتل أي فرصة لتقارب أعمق في المنطقة، بل وهدد التطبيع القائم مع مصر والأردن. ووفقاً لوزير الخارجية الأردني، فإن تدفق اللاجئين الفلسطينيين سوف يُعَد "إعلان حرب" من جانب "إسرائيل".
وتجاهل دروس التاريخ قد يؤدي إلى محاكاة ساخرة قاسية للماضي. وحتى لو تم الاتفاق بين الجانبين على وقف إطلاق النار الذي يهدئ الأوضاع في غزة، فإنّ نكبة جديدة مهما كانت أسبابها، قد تدفع الفلسطينيين إلى محاولة تدويل الصراع. ولكن، هل يتعلم الناس من التاريخ؟
منذ عام 1948، تغيّر شكل التهديد الوجودي الذي تواجهه "إسرائيل"، فأعداؤها المميتون هم الآن إيران، وحزب الله اللبناني، والحوثيون في اليمن، الذين يمكنهم توجيه ضربات بالصواريخ والطائرات من دون طيار.
إنّ تكلفة ضمان تقدّم "إسرائيل" خطوة واحدة تستنزف اقتصاد البلاد، وتقتل التجارة والسياحة وتتسبب في الهجرة. فحتى شهر أيار/مايو، هاجر أكثر من 60 ألف إسرائيلي في الأشهر الأربعة والعشرين السابقة، وهو ما يمثل زيادة تقريبية بنسبة 25% عن الهجرة الأخيرة.
لعقود من الزمان، أخبر العرب أنفسهم أنّ "إسرائيل" ستكون "دولة" مؤقتة مثل المملكة الصليبية هناك قبل ألف عام. وعندما جفّت المساعدات الخارجية، انهارت الدولة الصليبية. وإذا أصبح الشباب الأميركيون والأوروبيون منعزلين عن "إسرائيل"، فإنّ الدعم العسكري الذي تقدمه دولهم لها سوف يذبل أيضاً. وعندئذ، سوف يهدد ذلك "دولة إسرائيل".
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي قناة الكوثر وإنما تعبّر عن رأي الصحيفة حصراً