مقالات - الكوثر
امين الريحاني: مصير فلسطين
اعتبر المفكر اللبناني عفيف فراج أن أمين الريحاني كان من أبرز رجال النهضة العربية الذين اهتموا بقضية فلسطين. ولفت إلى أن بعض المفكرين، مثل فرح أنطون ويعقوب صروف، لم يعبروا عن موقفهم من موجات الهجرة اليهودية إلى فلسطين.
انتقد الريحاني الصهيونية لاستخدامها الدين لتأجيج الصراع، مشيراً إلى أن هذا التوجه يقوض جهود العرب في تحقيق استقلالهم. للدفاع عن القضية الفلسطينية، ألقى الريحاني 52 محاضرة وكتب رسائل إلى قادة سياسيين، بما في ذلك الرئيس الأميركي روزفلت.
صدرت محاضراته في كتاب بعنوان "مصير فلسطين"، حيث أشار إلى أن أصل الصراع الإسرائيلي-العربي هو الصهيونية. وطالب بإيقاف الهجرة اليهودية إلى فلسطين ووقف بيع الأراضي للفلسطينيين، مشيراً إلى أهمية تحقيق حل عادل. وكان له رؤية إنسانية تسعى لتوحيد حضارتي الشرق والغرب، كما عبر عنها في كتابه "كتاب خالد".
كمال يوسف الحاج: لا شرعيّة الوجود الصهيوني
في كتابه "هيكل سليمان أو الوطن القومي لليهود" (1934)، حذر الأديب اللبناني يوسف الحاج من خطر الصهيونية، مشيراً إلى أن فلسطين ستتحول إلى "منقع كبير من الدم". واصل ابنه كمال الحاج هذا النهج، ناشطاً ضد الصهيونية، واعتبرها أكبر خطر يواجه الشرق العربي، مشيراً إلى أنها قضية حضارية تمس المسيحية والإسلام.
نشر كمال الحاج كتاب "الصهيونية بين تاريخين" (1972) وأكد على أهمية تكوين جبهة مسيحية-إسلامية لمواجهة الصهيونية، والتي أسماها "النصّلامية". بعد هزيمة حزيران 1967، كتب سلسلة مقالات حول الصهيونية، ربط فيها بين الصهيونية واليهودية، معتبرًا أن كليهما يسعى إلى استخدام القوة وإلغاء المسيح.
رأى كمال الحاج أن قضية وجود الصهيونية في فلسطين هي قضية شرعية، مشددًا على أن هدفهم هو الإبقاء على فكرة "أرض الميعاد". وقد رحب ببداية العمل الفدائي، معتبرًا إياه المسار الطبيعي للقضية، واعتبر المعركة طويلة الأمد.
أكد الحاج على أهمية التزام لبنان بقضية فلسطين، واعتبر أن لبنان هو قلب المعركة، وبالتالي يجب أن يكون لديه موقف صارم ضد الصهيونية. اختتم بالتأكيد على أن مهمة إنقاذ المقدسات مرتبطة بمسؤولية جميع الشعوب، وأن الجهاد المقدس يجب أن يكون ديدنهم.
كتب الأديب اللبناني يوسف الحاج في كتابه "هيكل سليمان أو الوطن القومي لليهود" (1934) تحذيراً من خطر الصهيونية، معتبراً أن فلسطين ستواجه كارثة دموية. واصل ابنه كمال الحاج هذا النهج، مؤلفًا كتاب "الصهيونية بين تاريخين" (1972) واصفًا الصهيونية بأنها أكبر خطر يواجه الشرق، واعتبرها قضية حضارية تمس النصرانية والإسلام.
بعد هزيمة 1967، أصدر كمال الحاج كتاب "حول فلسفة الصهيونية"، حيث ربط بين الصهيونية واليهودية ورأى أن كليهما يسعى لإلغاء المسيح. كما اعتبر قضية وجود الصهيونية في فلسطين تتعلق بشرعية وجودهم.
رأى كمال الحاج أن لبنان يجب أن يتبنى قضية فلسطين، مشددًا على أهمية الوحدة الوطنية. واختتم بمطالبة بضرورة الجهاد المقدس كواجب إنساني.
ميشال شيحا (1891-1954) تناول القضية الفلسطينية بعمق، محذرًا من أن الصهيونية ستؤثر سلبًا على دور لبنان الاقتصادي، عارض قرار تقسيم فلسطين، مؤكدًا أن الصهيونية تسعى لتوسيع نفوذها على حساب وجود لبنان، وعلى الرغم من التحديات، دعا شيحا إلى دفاع جماعي عن منطقة البحر الأبيض المتوسط.
ميشال شيحا: التحدي الاقتصادي
يجب قراءة كتابات ميشال شيحا (1891-1954) حول فلسطين بحذر، حيث اعتبر المفكر فواز طرابلسي أنها تعرضت للاجتزاء، تعكس كتاباته "النظرة العربية السائدة" تجاه المسألة الفلسطينية، وتميزت عن التيار المسيحي اللبناني، مبرزًا خطر المشروع الصهيوني على لبنان ودوره الاقتصادي.
منذ عام 1945، عبر شيحا عن قلقه من الصهيونية، معتبرًا أنها لن تكتفي بفلسطين كوطني قومي، وعارض قرار تقسيم فلسطين. بعد إعلان قيام "إسرائيل"، اعتبر الولايات المتحدة الراعية لهذا الكيان. ورغم استقطاب المعسكرين الشيوعي والرأسمالي، اعتبر شيحا أن الخطر الشيوعي هو الأكثر إلحاحًا، ودعا إلى الدفاع الجماعي عن منطقة البحر الأبيض المتوسط لحماية مصالح الدول المتشاطئة.
يواكيم مبارك: الأب الماروني "الاستثنائي"
بذل الأب يواكيم مبارك (1924-1995) جهوده للدفاع عن فلسطين والتنديد بدولة الاحتلال، مخصصاً جزءاً من كتابه "فلسطين والعُربة" لهذا الغرض. بعد هزيمة 1967، انتقد مبارك موقف الغرب ودعم حركة المقاومة الفلسطينية بوصفها الخيار الوحيد للفلسطينيين.
في كتاباته، سعى إلى تفكيك الأسطورة الغربية التي تخلط بين الصهيونية واليهودية، معتبراً انحياز المثقفين الغربيين إلى "إسرائيل" استمرارًا لسوء الفهم التاريخي للعرب. واعتبر أن العدالة للفلسطينيين لا يمكن تحقيقها إلا من خلال نضالهم.
ندد مبارك بالصهيونية السياسية وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يمثل تمييزاً عنصرياً. كما اعتبر النظام الإسرائيلي نوعًا من الاستعمار الاستيطاني، ورأى إمكانية التعايش بين الأديان الثلاثة في القدس بشرط تحقيق العدالة للفلسطينيين.
انتقد مبارك تحريف فكرة "الأرومة الإبراهيمية" واستغلالها لتبرير الاحتلال. كما ربط بين القضية اللبنانية والقضية الفلسطينية، مؤكدًا أن لبنان يمثل نموذجاً للحياة المشتركة الذي يتناقض مع الصهيونية.