الكوثر_مقالات
قوة الرضوان رأس الحربة القتالية لحزب الله
قوة عسكرية توصف بأنها وحدة النخبة في حزب الله لدورها الرئيسي في إستراتيجيته العسكرية، تعمل تحت القيادة المباشرة للقيادة العسكرية لحزب الله، يتلقى مقاتلوها تدريبات عسكرية كثيفة ويتم اختيارهم بناء على مهاراتهم وخبرتهم القتالية. تأسست قوة الرضوان في فترة حرب تموز عام 2006، كانت تعرف باسم "قوات التدخل السريع"، ولكن تغير اسمها لـ"قوة الرضوان" عام 2008 نسبة لقائدها عماد مغنية الذي اغتالته اسرائيل في 12 فبراير/شباط 2008، والذي كان لقبه الحاج رضوان.
تهدف القوة لتعزيز قدرات حزب الله الهجومية، وتطوير وحدات متخصصة لمهام ضد قوات الجيش الإسرائيلي تتمثل في التسلل وراء الحدود والسيطرة على أراض هناك. ونشرت وحدة المعلومات القتالية التابعة لحزب الله في الأول من يناير/كانون الثاني 2023 مقطعا يحاكي تسلل مقاتلي هذه القوة للاراضي فلسطين المحتلة، عبر تفجيرهم جزءا من الجدار الإسمنتي، قبل اشتباكهم بالأسلحة النارية للسيطرة على المنطقة التي تسللوا إليها.
القدرة العسكرية
تتمتع قوة الرضوان بتجهيزات متقدمة تشمل صواريخ مضادة للدبابات، وطائرات مسيّرة، وبنادق قنص. كما شاركت في عدة اشتباكات على الحدود بين لبنان و العدو الاسرائيلي.
تضم قوة الرضوان مقاتلين ذوي خبرة عالية، حارب بعضهم خارج لبنان، وغالبا ما يكونون في الخطوط الأمامية. يتلقى المقاتلون تدريبات عسكرية وبدنية في لبنان وخارجه، وكثيرا ما أرسلوا إلى إيران لتلقي تدريب متقدم مع الحرس الثوري بهدف اكتساب خبرات عسكرية وتعلم كيفية استخدام مختلف أنواع الأسلحة، ورفع قدرتهم على الصمود في أصعب المواقف.
وسائل إعلام إسرائيلية: قوات النخبة في حزب الله أحدثت تغيراً أساسياً على الحدود مع لبنان
كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ "الحدود مع لبنان شهدت تغيراً أساسياً سببه وصول قوة الرضوان، القوة النخبة في حزب الله، إليها". وبحسب صحية "هآرتس" الإسرائيلية، فإنّ "قوة الرضوان تم نشرها في جنوب لبنان بعد سنواتٍ تراكمت فيها خبرتها خلال الحرب في سوريا". ووفقاً للصّحيفة، أكد قائد فرقة الجليل، العميد شلومي بيندر، أنّ "قوة الرضوان تمتلك في الوقت الحالي وسائل لم تكن موجودة في العام 2006"، قائلاً: "لقد زادوا التشكيل الناري الموجّه إلى جبهتنا الداخلية وحسّنوا قدرة دفاعهم". من جانب آخر، لفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن وجود القوات الإسرائيلية داخل المناطق الفلسطينية المحتلة هو نتيجة اضطرارٍ موضعي ناجم عن فقدان شعور الأمن بين الإسرائيليين في أعقاب العمليات الفلسطينية الأخيرة.
ما نعرفه عن قوّة الرضوان الضاربة في حزب الله
جاء اسم قوة الرضوان تيمّناً بالقيادي في الحزب عماد مغنية المكنّى بالحاج رضوان، والذي اغتيل في سيارة مفخخة بدمشق في 12 فبراير/شباط 2008. وتأسّست القوة بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز/يوليو 2006. وتعدّ من قوات النخبة لدى الحزب، وشاركت في العديد من التدريبات العسكرية في مايو/أيار 2023، التي تحاكي عمليات التسلل إلى اراضي فلسطين المحتلة. ولدى قوة الرضوان آلاف المقاتلين، إلى جانب ترسانة عسكرية كبيرة من الصواريخ والأسلحة الدقيقة وأنواع أخرى لا يكشف عنها حزب الله، وتُعد من القوات التي تطالب "إسرائيل" بإبعادها عن الحدود.
وشاركت قوة الرضوان في القتال ضد المجموعات التكفيرية في سوريا الى جانب الجيش السوري وقال مسؤول مقرب من قوة الراضوان لصحيفة نيويورك تايمز، في تقرير نُشر في 9 يناير/كانون الثاني الماضي، طالبا عدم الكشف عن اسمه: "لقد قاتلوا في كل الظروف الصعبة؛ في الصحراء والجبال والثلوج، ونتيجة لذلك، فتدريبهم أعلى وخبرتهم أفضل". وأوضح أن قوة الرضوان أثبتت قدرتها القتالية ضد داعش في عدة أماكن في سوريا: "في القصير، بالقرب من الحدود اللبنانية، وفي مدينة تدمر القديمة المركزية، وفي البوكمال، وهي منطقة شرقية على الحدود مع العراق".
كيف تحولت "وحدة الرضوان" الى كابوس الصهاينة؟
القوة العالية لصواريخ حزب الله والطائرات بدون طيار، والتي أصبح كابوس على ضابط الاحتلال وخاصة وحدة الرضوان التي تتمتع بمواصفات خاصة ومميزة.
في وحدة اسمها الرضوان، يشكل أحد أكبر كوابيس ضابط الاحتلال في أي حرب. وإثر هجوم الكيان المحتل على مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، استشهد 12 قائداً وعنصراً من وحدة الرضوان إحدى قوات النخبة لحزب الله اللبناني. كما استشهد في هذه العملية إبراهيم عقيل، قائد منظومة العمليات الخاصة في حزب الله.
هذا ويرى الخبراء أنه بحسب الهيكل التنظيمي والقدرة العالية لوحدة الرضوان، لا يبدو أن يكون هناك مشكلة في قدرتها على التعامل مع العدو الاسرائيلي في الحدود الشمالية للأراضي المحتلة.
تعتبر وحدة الرضوان من أهم الوحدات العسكرية التابعة لحزب الله اللبناني، والتي لعبت دورا بارزا في الحرب مع العدو الصهيوني والجماعات التكفيرية في سوريا خلال العقدين الأخيرين. مؤخرًا، اعترفت مصادر صهيونية بعمق هجمات حزب الله الصاروخية والطائرات بدون طيار في جبهة الدعم لغزة.
قوة الرضوان.. كابوس كبار ضباط جيش العدو الصهيوني
نقل موقع والاه العبري تحذيراً وجهه رئيس أركان جيش العدو هرتسي هاليفي، خلال مؤتمر عُقد في قيادة المنطقة الشمالية، إلى مسؤولي الاستخبارات، من التمجيد المفرط لـقوة الرضوان (وحدة النخبة في حزب الله)، ودعوته لهم إلى التركيز على نقاط ضعف القوة. وأشار الموقع أن كلام هاليفي جاء للتعرف على قوة الرضوان ودراسة قدراتها وأساليب عملها في حال اقتحمت الأراضي الإسرائيلية وضرورة التعمق والتعرف على قوة النخبة في حزب الله، لافتًا إلى أنه “تمت دعوة قادة كبار من الفرق الأمامية في جيش الاحتلال.
وأضاف الموقع أنه خلال المؤتمر تم البحث بين كبار القادة بينهم مسؤولين من لواء الأبحاث في شعبة الإستخبارات العسكرية الصهيونية "أمان"، حول إمكانية استهداف المقاومة للمستوطنات القريبة من السياج بصواريخ قصيرة المدى برأس حربي قتالي يزن مئات الكيلوغرامات، إلى جانب عرض أفلام لتوضيح قدرات قوة الرضوان في الدفاع والهجوم، والأسلحة وطرق العمل، والصليات الصاروخية القصيرة المدى وثقيلة الوزن القادرة على إحداث دمار هائل بالمباني والبنى التحتية، والتسلل الى المستوطنات ومحاولات الأسر والقتل والتحصن وقطع الطرق.
وفي السياق، لفت الموقع إلى أن “رئيس الأركان الذي اعتلى المنصة فور عرض الفيديوهات، علق في البداية على كلام منتجي الأفلام حول المحتوى وحذر من المبالغة في التمجيد لقوات حزب الله، وتحديدًا على قوة الرضوان”، مشيرًا إلى أنّ “هليفي الذي عمل في السابق كقائد لفرقة الجليل وكرئيس أمان على دراية كبيرة بتطور بناء القوة في حزب الله على مر السنين.
إلى جانب ذلك، نقل موقع والاه العبري أيضًا تعليقات بعض مسؤولي جيش العدو -من على المنصة- على كلام “هاليفي” الذين أكدوا “أن رئيس الأركان لا يستهين بقدرات قوة الرضوان التي تعتبر القوة الرئيسية لحزب الله، فهو أراد التأكيد على أنه الى جانب المخاطر، هناك نقاط ضعف في قوة الرضوان يجب استغلالها.