الكوثر - مقالات
في تطور جديد يؤكد فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافه العسكرية، تعاني القوات الإسرائيلية من إخفاقات متتالية في التقدم جنوباً، في وقت تواصل فيه صواريخ المقاومة ضرب قواعد استراتيجية في الجليل وصفد. يأتي ذلك بالتزامن مع الرد الإيراني الصاروخي الواسع، حيث أطلقت طهران ما لا يقل عن 200 صاروخ في غضون 10 دقائق، في رد مباشر على الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل ضد قيادات المقاومة. هذا الهجوم الصاروخي غير المسبوق أثار محاولات أميركية فاشلة لاعتراضه، قبل أن يعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن أوامر بتقديم دعم مباشر للاحتلال الإسرائيلي لحماية "أمنه".
تصعيد غير مسبوق وارتباك إسرائيلي
حسب مصادر مطلعة، تعيش المنطقة أجواء حرب على فوهة بركان، ويصعب استخلاص مسار واضح لما يجري، فالكيان الإسرائيلي المدعوم أميركياً وغربياً، يواجه صعوبات كبيرة في فرض نفسه كلاعب وحيد على المسرح السياسي والعسكري، حيث أثبتت المقاومة قدرتها على ضرب العمق الإسرائيلي، مما يعكس صعوبة تنفيذ الاحتلال لخططه التي ترتكز على سياسة الاستفراد بالخصوم.
اليوم البائس الذي عاشته إسرائيل يعكس حالة من الارتباك في صفوف القيادة الإسرائيلية، بعد فشل خطط الغزو البري لبعض القرى الجنوبية اللبنانية، والعمليات المسلحة داخل إسرائيل، التي تمكن خلالها مسلحان من قتل 10 أشخاص، بالإضافة إلى ذلك، استهدفت صواريخ المقاومة مواقع عسكرية في شمال إسرائيل على بعد 100 كلم، مما يؤكد تزايد قدرة المقاومة على إيذاء الاحتلال في عمقه.
الرد الإيراني يعيد خلط الأوراق
وفي هذا السياق، جاء الرد الإيراني الصاروخي ليرسل رسالة واضحة بأن إيران مستعدة للتصعيد في حال استمرار سياسة الاغتيالات الإسرائيلية. وأفاد الحرس الثوري الإيراني بأنه أطلق 200 صاروخ استهدفت قواعد إسرائيلية رئيسية مثل قاعدة نافاتيم الجوية التي تضم طائرات F-35، ونتساريم التي تحتوي على طائرات F-15، المستخدمة في عملية اغتيال السيد حسن نصرالله، بالإضافة إلى قاعدة تل نوف قرب تل أبيب. وكان لافتاً استخدام إيران لصواريخ "فتاح" الفرط صوتية لأول مرة، مما يمثل تطوراً في أدوات الردع الإيراني.
في المقابل، توعد مصدر إسرائيلي إيران بالانتقام، لكن الرد السريع من الحرس الثوري الإيراني جعل التهديدات الإسرائيلية تبدو كأنها مجرد تصريحات فارغة. وفي ضوء هذا التصعيد، سارعت إسرائيل إلى إغلاق مطار بن غوريون والمجال الجوي، قبل أن تعيد فتحهما لاحقاً بعد تسيير حركة الهبوط والإقلاع بحذر.
قصف صاروخي غير مسبوق
وصف الجيش الإسرائيلي الهجوم الصاروخي الإيراني بأنه غير مسبوق، حيث تم إطلاق 181 صاروخاً بالستياً. هذا التصعيد دفع المجتمع الدولي إلى التحرك، حيث دعا الاتحاد الأوروبي، على لسان ممثله الأعلى جوزيب بوريل، إلى وقف فوري لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، مشدداً على ضرورة تنفيذ القرار 1701 لضمان العودة الآمنة للسكان النازحين على جانبي الحدود.
المنطقة على شفير حرب
في ظل هذا التصعيد الخطير، يبدو أن غرب آسيا على شفا حرب واسعة، ما لم تتدخل القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لاتخاذ قرار ملزم بوقف إطلاق النار. فاستمرار التصعيد العسكري سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على المستوى الاقتصادي والنفطي، وقد يهدد استقرار المنطقة بأكملها، ويؤثر على مصالح الدول الكبرى، التي ستضطر عاجلاً أم آجلاً إلى التحرك لاحتواء الموقف.