الكوثر - مقالات
لم يطل الانتظار حتى أثبتت المقاومة أنها استثنائية وقد أظهرت المزيد من الإبهار في أدائها، وكان خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مجدداً صادق الوعد مع الرد الأولي، كما قال بيان المقاومة الإسلامية، وقد استهدفت صواريخ تستخدم للمرة الأولى في نطاق جبهة الشمال، هي صواريخ فادي 1 وفادي 2، كلاً من قاعدة رامات ديفيد الجوية ومصانع رافائيل للتجهيزات العسكرية الإلكترونية الاستخبارية، وأصابتهما إصابات مباشرة، بينما أصاب الذعر كل منطقة خليج حيفا حيث يقع الهدفان، وقد سقطت بعض شظايا الصواريخ التي اصطدمت صواريخ القبة الحديدية، في مستوطنات تقع في المنطقة تسبّبت بإشعال حرائق هائلة ودمار كبير، نشرت صورها على وسائل التواصل الاجتماعي من مستوطنين وعادت القنوات العبرية ونشرت بعضها.
الشيخ قاسم في تشييع عقيل: تجاوزنا الصدمة ونحن أقوى… والرد دفعة في حساب مفتوح
حزب الله الذي شيّع أحد قادته الكبار من رعيل المؤسسين الشهيد القائد إبراهيم عقيل، أعلن بلسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، أن الحزب تجاوز الصدمة، وأنه اليوم أقوى بكثير من قبل ويدرك حجم المسؤولية والتحدي وهو جاهز للتعامل مع ما تفرضه المرحلة ولن يتراجع، مؤكداً تمسّك حزب الله بمواصلة مهام الإسناد لغزة من جبهة لبنان وفق معادلة لا وقف إطلاق نار ولا عودة لمهجّري شمال فلسطين المحتلة إلا عبر التوصل الى اتفاق يُنهي الحرب على غزة، واصفاً الردّ الذي نفّذته المقاومة باعتباره دفعة على الحساب في حساب مفتوح بين المقاومة والاحتلال.
نتنياهو للتصعيد وهاليفي يتوعد: مليون مستوطن في الملاجئ وربع مليون مهجر
في الكيان مزيد من خطاب التصعيد لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وحديث عن رسائل القوة التي يجب أن يفهمها حزب الله حتى تتحقق عودة المهجرين، وتهديدات م41م تلاقيه في الاتجاه نحو المزيد من التصعيد، بينما تكفل رد المقاومة أمس، بنزول مليون مستوطن الى الملاجئ، كما قالت القنوات التلفزيونية العبرية، بينما قدّرت وسائل الإعلام الإسرائيلية عدد الذين غادروا شمال فلسطين المحتلة يوم أمس، بربع مليون أصابهم الذعر من تساقط الصواريخ على منطقة حيفا.
دخل لبنان مرحلة جديدة من الحرب الإسرائيليّة عليه، تتمثل بتكثيف العدو الغارات وتوسيع رقعة الاستهداف، حيث شهد الجنوب اللبناني، سلسلة مكثفة وطويلة الأمد من الغارات، في محاولة من حكومة بنيامين نتنياهو لإنشاء أحزمة ناريّة على امتداد جنوب نهر الليطاني وشماله.
وفي سياق الجنون الإسرائيلي، أعلن جيش العدو الإسرائيلي، أن «الضربات ضد حزب الله ستتواصل وتتصاعد»، مشيراً إلى أنه «نفذ هجمات استهدفت بعض الأهداف للحزب في لبنان». وشن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة من الغارات استهدفت بلدات حدودية ومناطق حرجية ومفتوحة في الجنوب والبقاع الغربي، وسجّل تنفيذ اكثر من 60 غارة جوية تركزت على الوادي بين أنصار والزرارية، عيتا الشعب، الوادي المحاذي لطريق النبطية – الخردلي، المنطقة بين المعلية والمالكية، أطراف زبقين لجهة شيحين، وادي حسن عند أطراف مجدل زون، أطراف بلدة ياطر، أطراف الطيبة ومركبا وطلوسة، ومدينة الخيام، أطراف بلدة كفرملكي، ومجرى نبع الطاسة – اللويزة في منطقة إقليم التفاح، أطراف فرون، المحمودية، أطراف لبايا، منطقة الدمشقية، أطراف رب الثلاثين ويارون وبلدة عديسة كما نفّذ الطيران الحربي الاسرائيلي عدواناً جوياً حيث شنّ غارات مستهدفاً أطراف بلدتي جباع وعين قانا. وقد أدّت الغارات إلى سقوط 6 شهداء أحدهم في القليلة، والآخر في عيترون والثالث في الخيام، بالإضافة إلى 3 شهداء سقطوا في المالكية.
ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مختلف مناطق لبنان، وسّع حزب الله مدى استهدافاته، حين أطلق رشقات صاروخية متعددة على مناطق واسعة في مناطق الجليل والجولان وضواحي حيفا، حيث دوّت صافرات الإنذار بشكل متكرر في جميع أنحاء “الشمال”. وأعلن حزب الله عن استهداف قاعدة ومطار “رامات دافيد” جنوب شرق حيفا بعشرات الصواريخ من طراز فادي 1 وفادي 2.
وفي غضون ساعة، أطلق حزب الله عشرات الصواريخ على 3 دفعات، باتجاه مناطق في “إسرائيل”، وطالت الرشقات الصاروخية الجديدة مناطق في شرق حيفا والجليل الأسفل، وتسببت بأضرار واشتعال النيران في بعض المناطق.
وأصدرت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي تعليمات جديدة بسبب الأوضاع الأمنية، والتصعيد مع حزب الله، وشملت التعليمات فرض نشاطات جزئية مع منع الأنشطة التعليمية في “الجولان الجنوبي، والجليل الأعلى، ومركز الجليل، والجليل الأسفل، ومنطقة حيفا، والأغوار”. وتم الإعلان عن إلغاء التعليم لليومين المقبلين في الجولان والجليل الأعلى والجليل الأسفل وخليج حيفا والمروج وغور الأردن.
وأعلن “حزب الله” عن استهدافه للمرة الثانية قاعدة ومطار “رامات ديفيد” الواقعة جنوب شرق حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2. وهذه القاعدة هي واحدة من 3 قواعد جوية رئيسية في “إسرائيل”. لها أهمية استراتيجية لجهة ساحة لبنان وسورية. تقع في مثلث بين حيفا وجنين وطبريا. مساحتها لا تقلّ عن 10 كيلومترات وهي الأكبر في القطاع الشمالي. تنطلق منها طائرات محاربة وتجسّسية وهي محاطة بمنظومة دفاع صاروخي وجوية متطوّرة. أما الصواريخ المستخدمة، فصاروخ “فادي 1” هو من عيار 220 ملم ومداه 80 كلم، وصاروخ “فادي 2” هو من عيار 302 ويصل مداه إلى 105 كلم.
وفي بيان ثانٍ، أعلن حزب الله أنه “في رد أولي على المجزرة الوحشيّة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في مختلف المناطق اللبنانية يومي الثلاثاء والأربعاء، قصفنا مجمّعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل المتخصّصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا”.
وفي المقابل، أشار رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى “أننا نفضّل عدم الذهاب إلى حرب شاملة في التصعيد مع حزب الله ولكن يجب إبعاده”. ولفت رئيس الأركان الإسرائيلي، إلى “أننا كثفنا عملياتنا ضد حزب الله خلال الأيام الأخيرة وسنواصل ضرباتنا إذا لزم الأمر”. ونقلت إذاعة جيش العدو الإسرائيلي عن وزارة التعليم إعلانها عن “استمرار تعليق الدراسة في مستوطنات الشمال غدًا الاثنين تنفيذًا لتعليمات الجبهة الداخلية”.
وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، واصلت فرق الدفاع المدني وكشافة الرسالة الإسلامية والهيئات الصحية والصليب الأحمر انتشال جثث الشهداء والمصابين ورفع الأنقاض من مكان الغارة المعادية، حيث دمّر المبنى المستهدف بشكل كلي وتضررت بعض المباني المجاورة بشكل جزئي، وتمّ العمل على إخلاء بعضها، وضرب الجيش طوقًا امنيًا حول المنطقة. وتمّ انتشال عائلة بكاملها استشهد أفرادها الأربعة من تحت أنقاض المبنى الذي استهدفه العدوان.
ويقوم أمين عام الهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير، بتوجيهات من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبالتعاون مع بلديات الضاحية، بجولة تفقدية لمنطقة القائم في الضاحية الجنوبية يرافقه فريق فني للكشف والاطلاع على الأضرار وأوضاع المواطنين هناك. وأعلن الدفاع المدني، أن “الحصيلة الأخيرة للشهداء الذين تم انتشالهم من موقع المبنى الذي انهار في محلة الجاموس نتيجة العدوان الإسرائيلي ارتفعت الى 50 شهيداً بعد انتشال طفلين من تحت الأنقاض أما الجرحى فبلغ عددهم ٦٦ جريحاً. أما المفقودون لغاية الآن فيبلغ عددهم 11 مواطناً”.
وأشار نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في مراسم تشييع القائد الجهادي الكبير الشهيد إبراهيم عقيل في الضاحية الجنوبية الى أن “جبهة الإسناد في لبنان مستمرة إلى أن تتوقف الحرب على غزة ولن يعود سكان الشمال، بل سيزداد النزوح وسيتوسع الإسناد والحل “الاسرائيلي” يزيد مأزقهم فاذهبوا الى غزة واوقفوا الحرب، ولسنا بحاجة إلى إطلاق التهديدات ولن نحدد كيفية الرد على العدوان فلقد دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح”.
وقال: ليلة أمس قدّمنا دفعة على الحساب في معركة الحساب المفتوح وراقبوا الميدان لينبئكم عن دفعات الحساب، نتابع جبهة الإسناد والمواجهة وبين الحين والآخر نقتلهم ونقاتلهم من حيث يحتسبون ومن حيث لا يحتسبون.
وفي سياق التحقيقات، بدأ حزب الله تحقيقاته الداخلية للوقوف على أسباب الخرق وتتولى إيران من جهتها التحقيق في توريد أجهزة اللاسلكي، وهي أرسلت وفداً إلى بيروت مهمته كشف الخروق المتعددة في حزب الله. وكان القضاء العسكري باشر بجمع المعطيات الأمنية والفنية المتعلقة بتفجير أجهزة الـPagers، وأجهزة اللاسلكي فضلاً عن الأدلة حول الشركة المصنّعة للأجهزة.
وكانت إذاعة العدو أعلنت أنّ مصدرًا استخباريًّا موثوقًا نقل معلومة بشأن اجتماع قادة “فرقة الرضوان” ما جعل الجيش ينفذ عملية الاغتيال في الضاحية الجنوبية لبيروت.
الى ذلك يواصل لبنان الرسميّ، اتصالاته مع الأطراف الخارجيّة الدولية والغربية لوضع حدّ للتصعيد الإسرائيلي، وجدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي التزام لبنان بكل قرارات مجلس الأمن للتهدئة، وقال: “نسعى لوقف الحرب الإسرائيلية وتفادي الوقوع في المجهول ونداؤنا لكل الدول الصديقة للعمل على وقف إطلاق النار ومنع الانزلاق في الحرب”.
وقال: “أنا اقوم باتصالاتي ومشاوراتي مع اطياف المجتمع اللبناني للوصول الى السلام والاستقرار في لبنان وتجنيبه دخول الحرب، كما ونبحث إعادة تطبيق القرار 1701 كجزء من استقرار طويل المدى”، موضحاً أن “الدور الأساسي في تطبيق القرار 1701 هو للجيش اللبناني في حين ان دور قوات اليونيفيل هو دور مساند”.
والتقى وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب، خلال مشاركته في الأعمال التحضيرية للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين في نيويورك، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي. واتفق الوزيران، على “أهمية الاستفادة من اجتماعات الجمعية العامة لحشد دعم المجتمع الدولي للعمل على تجنب حرب واسعة، خاصة في ظل التصعيد الخطير الإسرائيلي وأحداث الأيام الأخيرة، وذلك يتمّ عبر وقف إطلاق النار في غزة، والوقف الفوري للأعمال العدوانية على لبنان”.
كذلك التقى بو حبيب وزير الخارجية النروج اسبين بارث، حيث أعربا عن “قلقهما الشديد من التصعيد المتدحرج، وضرورة العودة الى وقف إطلاق النار الشامل على كل الجبهات، ومعالجة اسباب الصراع”.
ووضع بو حبيب أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، في أجواء جلسة مجلس الأمن الأخيرة حول لبنان ومواقف الدول الأعضاء في المجلس. وقد توافق الجانبان على “أهمية اعطاء أصوات الاعتدال والعقل فرصة بدلاً من ترك الساحة للمتطرفين، وأهمية وقف إطلاق النار في كل من لبنان وغزة”.
وتوافق المجتمعان، على “أهمية الانتخاب الفوري لرئيس الجمهورية نظراً للانعكاس السلبي للفراغ الرئاسي على التحديات التي يواجهها لبنان”.
هذا ويصل الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لبيروت اليوم، بهدف متابعة تطوّرات الوضع اللبنان على المستويين السياسي والأمني، حيث سيلتقي رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وعدداً من القيادات السياسية ورؤساء الأحزاب والكتل النيابية. وتشير مصادر فرنسية إلى أن زيارة لودريان الى لبنان مهمة أكثر من أي وقت وتشير المصادر الى أن الرئيس ايمانويل ماكرون يعمل مع الأميركيين من أجل خفض التصعيد وإيجاد حل لما يجري بالدبلوماسية. وليس بعيداً ترى مصادر سياسية ان ما حصل في الايام الماضية على مستوى المجازر التي ارتكبتها “إسرائيل” الثلاثاء والاربعاء والجمعة فضلا عن تكثيف غاراتها في الجنوب يؤكد ان الاهتمام اليوم منصبّ على مستوى التهدئة وليس على الملف الرئاسي، مشيرة الى أن ما يجري من اتصالات في ما خص الملف الرئاسي سيبقى يدور في حلقة مفرغة طالما أن الحرب مستمرة.
الى ذلك يعقد هذا الأسبوع في باريس الاجتماع العسكري الدولي الذي يهدف إلى البحث في تعزيز تجهيزات الجيش اللبناني، بحضور ممثل عن قائد الجيش العماد جوزيف عون الذي لن يشارك في الاجتماع نظراً للظروف التي يمر بها لبنان جراء العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت الأسبوع الفائت.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم الاثنين في السراي الحكومي لمتابعة البحث في مشروع قانون الموازنة العامة لعام 2025.