الكوثر - فلسطين المحتلة
في اليوم الخامس من العدوان الصهيوني على الضفة الغربية، وبعد مرور أكثر من أحد عشر شهرًا على العدوان على غزة، وبعد ان دمر جيش الاحتلال الصهيوني قطاع غزة بشكل كامل، شنه هجوماً على الضفة الغربية ويقوم بتدمير مناطق مختلفة من الضفة الغربية، بما في ذلك مدينة جنين ومخيم جنين ومدينة طولكرم وغيرها من المناطق.
بحسب الأخبار والتقارير التي نشرتها في وسائل الإعلام مختلفة ، فإن الهجمات الممنهجة التي يشنها جيش الكيان الصهيوني على قطاع غزة وصلت إلى درجة أنه لا بد اليوم، وبعد مرور أحد عشر شهراً على بداية حرب غزة، من القول ان هذه المدينة تحولت من مدينة مزدهرة وجميلة إلى أرض مدمرة و الهجمات العنيفة والمروعة لطائرات الكيان الصهيوني.
الحرب وقتل الفلسطينيين لا تقتصر على غزة، ومنذ خمسة أيام تشن آله الحرب الصهيونية حرباً على مناطق مختلفة من الضفة الغربية وتسبب بدمار وخسائر كبيرة.
فكل عمليات التدمير التي حدثت في قطاع غزة والضفة الغربية تقريباً كانت متعمدة. وهذا يعني تعمد استهداف البنى التحتية في المناطق المذكورة حتى لا يتمكن الأهالي وسكانها من مواصلة حياتهم الطبيعية.
والهدف من كل هذه العمليات هو تهجير الفلسطيين قصراً من قطاع غزة والضفة الغربية، وللاسف هذا الاسلوب الصهيوني نجح حتى الان في تهجير الاف من الفلسطينين من منازلهم في قطاع غزة.
و ما جعلنا نشهد أكبر حملة للكيان الصهيوني على الضفة الغربية بعد حوالي 20 عامًا، هي الإخفاقات والهزائم المتتالية لجيش الاحتلال في حربه على غزة. ووصلت هذه الإخفاقات إلى درجة أننا نشهد ظهور خلافات عميقة جداً بين قادة ومسؤولي الكيان الصهيوني، فضلاً عن خلافات بين الصهاينة الذين يعيشون في الأراضي الفلسطينية المحتلة وسلطات تل أبيب.
وبالطبع فإن النقطة اللافتة للنظر هي أنه على الرغم من كل الدعاية الإعلامية التي قامت بها وسائل الإعلام والشبكات الغربية في السنوات الأخيرة حول قوة الجيش "الإسرائيلي"، إلا أن هذا الجيش لم يتمكن من تحقيق أدنى نجاح امام المقاومة الاسلامية "حماس" خلال هذه الفترة من العدوان على غزة.
وقد فشل الكيان الصهيوني في تحقيق أهدافه وخططه المحددة سلفاً من الهجوم على قطاع غزة، والتي تضمنت تدمير حركة حماس، والقضاء على القادة العسكريين للعحركة ، والتهجير القسري لسكان القطاع. وللتعويض على خسائره في قطاع غزة قرر جيش الاحتلال هذه المرة مهاجمة الضفة الغربية للتخفيف من وطأة هزيمته وفشله.
ومن الامور التي دفعت الكيان الصهيوني الى ارتكاب جرائمه ضد الفلسطينيين بشكل منظم، صمت المنظمات والمؤسسات الدولية تجاه العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الاعزل، وهذا المر دفع جيش الاحتلال الى ارتكاب والمزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.
وفي الختام لابد من القول اننا نشهد تفكك اسطورة الجيش الذي لا يقهر في الأراضي المحتلة، كما واجه الكيان الصهيوني العديد من الازمات الداخلية الاخذة في الاتساع، ومنها الاضراب العام للضغط على حكومة نتنياهو للموافقة على صفقة تبادل الاسرى مع حركة المقاومة الاسلامية "حماس"