الكوثر - ايران
وكشفت صحيفة "يديعوت احرنوت" العبرية، أمس السبت 17 آب/ أغسطس، عن ارتفاع عدد المستوطنين الذين يغادرون الکیان الصهیوني المقام على أرض فلسطين، مرجعة ذلك إلى التهديدات التي يسببها استمرار الحرب قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول الماضي وما يرافقهامن انخفاض مستوى المعيشة وتفاقم حدة الانقسام الداخلي.
واعتمدت الصحيفة على بيانات صهیونیة رسمية أكدت أن أعداداً كبيرة من المستوطنين يهربون إلى الخارج نظراً للأجواء المتوترة، وجاء في تقريرها أنه وفق معلوماتٍ لم تؤكّدها السلطات في تل أبيب فإن عدد الهاربين من الكيان وصل إلى مليون مستوطن منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
وقالت الصحيفة: "إن هذه الأسباب دفعت بالكثير من الإسرائيليين للتفكير مجددًا في بقائهم في إسرائيل والخشية على مستقبلهم".
ونقلت الصحيفة العبرية عن مركز الإحصاء المركزي في كيان الاحتلال معطيات تدل على أنّ هناك زيادة بنسبة 20 بالمائة على عدد المهاجرين مقارنة بالعام الماضي، عدا عن انتشار ظاهرة إقامة تجمعات لـلصهاینة"خارج فلسطين المحتلة خلال العامين الماضيين، مشيرة إلى تقارير إحصائية تؤكد تفاقم الهجرة العكسية من "إسرائيل" بعد اندلاع الحرب على غزة، في ظل لإعلان عن تأسيس حركات وجمعيات شعارها (لنغادر معًا)، والتي استقطبت عشرات آلاف المستوطنين. وفي الأشهر الستة الأولى من الحرب على أكدت وسائل الإعلام العبريّة، أن نصف مليون مستوطن غادروا "تل أبيب" في وقتٍ أصبحت فيه الهجرة نحوها أقل بكثير مما كانت عليه قبل الحرب، وتبلغ نحو 2,500 مهاجر شهريًا.
وفي تقرير نشره موقع "رأي اليوم" جاء أنه في شباط / فبراير، غادر نحو 20,000 مستوطن كيان الاحتلال، وفي آذار/ مارس غادر نحو 7,000، وبإضافة الوافدين والخارجين في نيسان/ إبريل إلى العدد العام، فإنّ الفجوة لصالح عدد الخارجين وصلت إلى نحو 550,000 ألف شخص، بحسب وسائل إعلام الاحتلال التي اعتمدت بطبيعة الحال على بياناتٍ رسميّةٍ من الوزارات المختلفة في الحكومة "الإسرائيليّة".
وأظهرت بيانات سلطة الهجرة انخفاضًا حادًا في رحلات "الإسرائيليين" للسفر والأعمال التجارية في الخارج منذ اندلاع الحرب على غزة، ومن جهة أخرى، كشفت نتائج استطلاع للرأي أن 40% من المستوطنين يفكرون في الهجرة المعاكسة، أيْ مغادرة فلسطين والعودة من حيث أتوا.
وأرجعوا لذلك تفسيرات عديدة، كالتدهور الحاصل في فلسطین المحتلة لأسبابٍ كثيرةٍ ومتنوعةٍ، كالوضع الاقتصادي، وعدم المساواة، وخيبة الأمل بسبب تعثر التسوية مع الفلسطينيين.
وفي سياق متصل، كشف مركز تراث (بيغن)، في دراسة عن أن 59% من اليهود في "إسرائيل" يفكرون بالتوجه إلى سفاراتٍ أجنبيّةٍ للاستفسار وتقديم طلبات للحصول على جنسيات أجنبيّة، بينما أبدت 78% من العائلات اليهودية دعم أبنائها الشباب للسفر إلى الخارج.
وبينت دراسة نشرتها وزارة الاستيعاب "الإسرائيلية"، أنّ ثلث اليهود في "إسرائيل" صاروا يؤيّدون فكرة الهجرة، وخصوصًا بعد معركة (سيف القدس)، في أيار (مايو) 2021، وهو تاريخ كان المتوقّع في الإحصاءات الفلسطينية، كما "الإسرائيلية"، أنْ يكون عدد اليهود في فلسطين التاريخية قد وصل، قبل سنة منه، إلى 6.9 ملايين نسمة، في مقابل 7.2 ملايين فلسطيني.
ووفقًا لأرقام ما تسمى وزارة الاستيعاب، غادر "إسرائيل" واستقرّ في الخارج، منذ مطلع 2021، ما مجموعه 720 ألف مستوطن يهودي، في حين سَجّل العام نفسه تفوّقاً في ميزان الهجرة المعاكسة لمهاجرين يهود هم في الأساس قادمون من الخارج.