الكوثر_لبنان
وخلال كلمة له في مراسم تشييع القائد الجهادي الكبير الشهيد على طريق القدس السيّد فؤاد شكر (السيّد محسن) في مجمع سيّد الشهداء (ع)، توجه السيد نصر الله "بمناسبة الشهادة الكبيرة والاغتيال الخطير الذي أدى لاستشهاد القائد الكبير رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأخ العزيز والحبيب اسماعيل هنية ومرافقه باسم مقاومتنا وعوائل شهدائنا إلى إخواننا في حركة حماس وكتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني الصابر والمضحي بالتعزية والتبريك".
السيد نصر الله قال إنّ "هدف العدو هو اغتيال القائد الجهادي الكبير السيد محسن واستهدف مبنى في حيارة حريك بالضاحية الجنوبية لبيروت وأدى العدوان إلى استشهاد 7 وجرح العشرات"، مضيفًا "نعزّي ونبارك لعوائل الشهداء بفقد أحبائهم ونيلهم وسام الشهادة لأن أشرف الموت القتل في سبيل الله".
ولفت السيد نصر الله إلى أنّه "في حادثة مجدل شمس سقط صاروخ في البلدة أصدنا بيانًا بنفي مسؤوليتنا ونحن نملك شجاعة أننا لو قصفنا مكانًا لتحملنا المسؤولية حتى لو كان خطأً ولدينا سوابق بالأمر"، مضيفًا "أجرينا تحقيقًا داخليًا دقيقًا تأكدنا من خلاله أننا لسنا مسؤولين عن ما حصل في مجدل شمس والكثير من التحليلات تحدثت عن الصواريخ الاعتراضية وللعدوّ سوابق بفشل صواريخه".
السيد نصر الله أشار إلى أنّه "صدرت مواقف واعية عن قيادات طائفة الموحدين الدروز في لبنان والجولان السوري المحتل وما عُبّر عنه من موقف شعبي في الجولان ساعد على دفع الاتهام الظالم عن المقاومة وأشكر القيادات الكريمة على مواقفها"، لافتًا إلى أنّ "العدو سارع إلى اتهام المقاومة بحادثة مجدل شمس هادفًا لتبرئة نفسه وبث الفتنة بين أهالي الجولان وطائفة الموحدين الدروز وبين المقاومة ومن خلفها الطائفة الشيعية لضرب أهم منجزات طوفان الأقصى وهو المساهمة بتجاوز المحنة الطائفية في المنطقة"، وأضاف "أتوجه إلى عوائل الشهداء في الجولان بالتعزية ونسأل الله أن يلهمهم الصبر".
السيد نصر الله قال "نحن ندفع ثمن إسنادنا لغزة وهذا ليس أول ثمن فقد ارتقى لنا مئات الشهداء من بينهم قادة ونحن نتقبل ثمن استشهاد السيد محسن ومن معه وندفعه لأننا دخلنا هذه المعركة من موقع الإيمان وبكل معاييرها، وجميعنا في لبنان تعاونًا وتساعدنا وحملنا دماءنا على أكفّنا ولن نُفاجأ بأي ثمن ندفعه في هذه المعركة المفتوحة في كل الجبهات".
وتابع السيد نصر الله أنّ "العدوّ يتصور أن يقتل الشهيد هنية على أرض إيران وأن تسكت؟ وقال: خطاب الإمام الخامنئي في شهادة القائد هينة كان أشد من خطابه حين اعتُدي على القنصلية في دمشق لأنه لم يُعتدى على سيادتهم فحسب بل المساس بأمنهم القومي وهيبتهم وتم المسُّ بشرفهم".
وتوجه السيد نصر الله لمجتمع الكيان بالقول: اضحكوا قليلًا وستبكون كثيرًا لأنكم لم تعلموا أي خطوطٍ حمرٍ تجاوزتم وإلى أين مضيتم وذهبتم، مؤكدًا أنّنا "نحن في كل جبهات الإسناد دخلنا في مرحلة جديدة وعلى العدو أن ينتظر ثأر الشرفاء في المنطقة".
ولمن يراهن على ضعف المقاومة قال السيد نصر الله: "حماس استشهد مؤسسها وارتقى العديد من قادتها ويراهن العدو اليوم على شهادة القائد الضيف ولكن خطها البياني تصاعدي وكذلك الجهاد الإسلامي وحزب الله لأننا جماعات مؤمنة بالله وننتمي لعقيدة تزودنا بعزيمة وقدرة هائلة لتحمل الصعاب". وقال السيد نصر الله: "آلمنا استشهاد السيد فؤاد ولكن ذلك لن يمس بعزيمتنا بل سيزيد من إصرارنا وثباتنا ويجعلنا نتمسك أكثر بصوابية الخيار الذي اتخذناه"، قائلًا: "السيد محسن كان يأتي إلى مجمع سيد الشهداء ويشارككم ويقف معكم ويرفع يده معكم بتلبية الإمام الحسين "ما تركتك يا حسين"، وتوجه السيد نصر الله إلى السيد نصر الله بالقول: "أنت أديت الأمانة ووصلت إلى الحسين (ع) ونحن معك على العهد".
وطمأن السيد نصر الله بيئة وجمهور المقاومة بأنّه "حين يستشهد أحد قادتنا نحن نسارع لملأ المكان بتلامذة هذا القائد المستعدّين لإكمال دربه"، لافتًا إلى أنّ "السيد محسن في إحدى الجلسات رغم صلابته المعروف بها حين يتحدث عن الشهداء يبكي، كان يتمنى الشهادة وهي أمنية قادتنا وآن الأوان لأن يلتحق برفاقه الأوائل".