الكوثر - ايران
وفي الافتتاح، جرى تقديم لوحة فنية حيّة تشبه لوحة "العشاء الأخير" للفنان الإيطالي ليونارد دافينشي، وتكونت من طاولة كبيرة اجتمع حولها رجال يرتدون أزياء نسائية ويتبرجون بشكل مبالغ به، بالإضافة إلى عارضة أزياء متحولة جنسيا.
ولوحة "العشاء الأخير" تصور المسيح مع تلاميذه أثناء تناول الطعام، وهو ما دفع منتقدون داخل فرنسا وخارجه إلى اتهام منظمي الافتتاح بالترويج للشذوذ والمثلية الجنسية.
وقال مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في الأرض المقدسة (تجمع لرؤساء الكنائس الكاثوليكية في القدس)، عبر بيان "بكثير من المحبة الممزوجة بالاستغراب والاستهجان، شاهدنا ما جرى خلال حفل افتتاح الألعاب الأولمبية في فرنسا من الاستهزاء (...) بما هو مقدس لدى مليارات الناس حول العالم".
وأضاف أن "الحرية والتنوع والإبداع لا يتماشون مع إهانة معتقدات الغير، ولا مع السخرية منها، بأساليب لا تمتّ إلى الرقي الإنساني بِصلة".
وتابع: "لا نقبل تعريضها (المسيحية) للامتهان من بعض الجماعات".
ومستنكرا، تساءل مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية: "إذا كان الاحترام والصداقة هما قيمتان أساسيتان في ثقافة الألعاب الأولمبية، فكيف تقبل اللجنة الأولمبية ان تَنقُض قيمها؟".
وشدد على أن "السخرية من معتقدات الغير تكشف عن نزعة دفينة نحو قمعه، قد تقود الذي يقوم بها إلى ممارسات لا تقبلها قيم الديموقراطية".
واعتبر أن "ما جرى يدل على جهل تام بمفهومي الحرية والكرامة الإنسانية، وهذا أمر مقلق جدا بالنسبة لمستقبل الإنسانية".
وأردف أن "استغلال منبر عالمي بهذا الأسلوب يعني الانحدار بالتلاقي الإنساني الحضاري العالمي الى أدنى مستوى في العلاقات الإنسانية، وانتفاء القبول بالتنوع في الحياة الاجتماعية، مما يفضي إلى بروز النزعة الالغائية والاقصائية تجاه الآخر".
وأكد المجلس ضرورة منع المجتمعات من العودة "باسم الحريات إلى عصر الظلمات والانحطاط والبدائية".
وفي وقت سابق الأحد، أدان الأزهر الشريف، في بيان، "مشاهد الإساءة" للسيد المسيح عليه في افتتاح أولمبياد باريس، وأكد أن "الإساءة إلى المسيح أو إلى أي نبي من إخوانه تطرف وهمجية طائشة".
ومع تزايد الإدانات والانتقادات، قالت متحدثة أولمبياد باريس 2024 آن ديكامب، في مؤتمر صحفي "لم تكن هناك نية مطلقا لإظهار عدم الاحترام لأي مجموعة دينية".
وأردفت ديكامب: "بل على العكس من ذلك، كنا نعتزم إظهار التسامح المجتمعي، وإذا شعر الناس بأي إساءة، فنحن آسفون".
وتستمر فعاليات أولمبياد باريس حتى 11 أغسطس/ آب المقبل، وحظيت بحفل افتتاح غير مسبوق خارج الملعب، وتحديدا على ضفاف نهر السين شمالي فرنسا.