الكوثر - فلسطين
بات واضحاً أن حكومة حرب الإحتلال الإسرائيلي لا تريد التوصل لإتفاق، وذلك برفضها ورقة الوسطاء واجراء تعديلات عليها والهجوم على مدينة رفح وإحتلال معبرها، وعليه عادت مفاوضات تبادل الأسرى إلى المربع الأول .
و قالت حركة حماس بعد مغادرة وفدها القاهرة، أنها ستعيد النظر في استراتيجيتها التفاوضية بالتشاور مع الفصائل الفلسطينية الاخرى، بعدما باتت مقتنعة بانهيار الجولة الأخيرة من المفاوضات رغم رفض القاهرة الإعلان رسمياً عن ذلك.
الإحتلال الإسرائيلي هو الآخر اعلن بشكل او بآخر عن انهيار المحادثات رغم مصادقة وزراء الحرب على تجديد التفويض الممنوح للوفد المفاوض، في خطوة رآها مراقبون أنها تأتي مراعاة للجمهور الاسرائيلي المتأثّر بحراك عائلات الأسرى.
أما الولايات المتحدة فهي تدرك كذلك ان الدبلوماسية غير المباشرة فشلت في إنهاء العدوان على غزة وحل قضية الاسرى. ومع ذلك تحاول الايحاء بأنه ما زال هناك بريق امل وتضغط من اجل الحفاظ على استمرار النقاش وفق ما ذكر البيت الابيض أملا في تحقيق انجاز بهذا الخصوص قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض "جون كيربي" إن نهاية المحادثات مؤسف للغاية وأنه لا يوجد اتفاق بشأن المحتجزين. وفيما اشار الى ان بلاده لم تستسلم بعد وتعمل على إبقاء الطرفين منخرطين في المحادثات قال: انه يمكن التغلّب على الفجوات المتبقية لكن ذلك يتطلّب شجاعة أخلاقية ومواقف قيادية.
وياتي فشل مفاوضات القاهرة في ظل مواجهة محتدمة داخل مجلس حرب الاحتلال على خلفية عدم حصول أي تقدم في صفقة الأسرى بحسب ما أفادت هيئة البث العبرية الرسمية. وقال محللو "هيئة البث" إن لدى المعسكر الوطني استياء كبير ممّا حصل في جلسة كابينت الحرب الأخيرة، ونقلوا عن مصادر وصفوها بأنها عالية المستوى في الائتلاف الحكومي أن الامور تتجه نحو حل حكومة الطوارئ اذا لم يحصل تقدم في هذا الملف.