خاص الكوثر -ثالث الحجج
قال الشيخ الدكتورأحمد الجابري: عند ولادة الإمام الحسين حدث مجلس عزاء وكان هناك ظاهرة فريدة لم يكن لها سابقة ولا لاحقة ، فعندما وصل النبي محمد صلوات الله عليه وآله ونظر للإمام الحسين عليه السلام ، وحسب الرواية أذن له في أذنيه وقبله وسماه ثم شرع بالبكاء ، فسألته السيدة فاطمة الزهراءسلام الله عليها : أبتاه لا أبكى الله لك عين ،مالي أراك تبكي يانورعيني ، هل في ولدي مكروه ؟
وأضاف : فأجابها رسول الله : لا يافاطمة ، ولكن الآن جبرائيل عليه السلام أخبرني بإنه يقتل في أرض بالعراق يقال لها كربلاء ،وقد أعطاني تربة من هذه الأرض . فالرسول هو الذي أقام مجلس العزاء في بيت الزهراء و الإمام علي حاضر ، وأهل بيت الرسول يسمعون مصاب الحسين من نبي الله ورأوه كيف بكى عليه .
وتابع الدكتور الجابري: فإن الرسول صلى الله عليه وآله هو أول من أسس قضية البكاء على الحسين ، وهذا يعد دليل مشروعية البكاء على الإمام الحسين ، حيث أن كل فعل فعله النبي هو حجة وسنة نبوية شريفة، فعندما بكى الرسول عند ولادة الحسين وروى مصابه كيف يقتل فإن بكاءه مشروع ولاينافي أمر السماء وهو الرسول المعصوم .
وأردف الباحث الإسلامي الدكتور أحمد الجابري :أراد النبي من بكاءه أن يبين للأمة أن البكاء على الحسين أمر مشروع وقضية إسلامية إنسانية بحتة ، فالأمر ليس مذهبي يخص طائفة دون أخرى ، ولذلك نرى الناس من مختلف المذاهب وحتى الديانات يبكون الحسين كما بكى عليه جده رسول الله .