الكوثر- ايران
وأضاف أمير سعيد إيرواني، سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة، مساء الأحد في الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بعنوان "الوضع في غرب آسيا": هذا الإجراء استهدف بدقة أهدافًا عسكرية على وجه التحديد لتقليل احتمالية التصعيد الى ادنى حد والحيلولة دون الحاق الاذى بالمدنيين.
وقال في مستهل كلمته: إنني أقدر أعضاء مجلس الأمن الذين أدانوا الهجمات العسكرية التي شنها الكيان الإسرائيلي على المنشآت الدبلوماسية لجمهورية إيران الإسلامية في سوريا واعترفوا بحق إيران الأصيل في الرد على هذه الهجمات الفظيعة. وكما أبلغنا في مراسلات الليلة الماضية، هاجمت القوات المسلحة لجمهورية إيران الإسلامية أهدافا عسكرية إسرائيلية بالصواريخ والطائرات بدون طيار. تم اتخاذ هذا الإجراء ردًا على الاعتداءات العسكرية المتكررة للكيان الصهيوني، وخاصة هجماتت في 1 أبريل 2024، ضد الأماكن الدبلوماسية لجمهورية إيران الإسلامية، والتي كانت تتعارض مع الفقرة 4 من المادة 2 من ميثاق الأمم المتحدة.
*العملية الإيرانية الدقيقة استهدفت أهدافًا عسكرية فقط لتقليل احتمالية التصعيد
واضاف: لقد تم تنفيذ العملية التي قامت بها جمهورية إيران الإسلامية بما يتماشى تماما مع ممارسة حقنا الأصيل في الدفاع عن النفس، المنصوص عليه في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة والمعترف به في القانون الدولي. وكان ردنا ضروريا ومناسبا، كما أن هذا العمل كان دقيقا ولم يستهدف سوى أهداف عسكرية من أجل تقليل احتمالية تصعيد التوتر ومنع إلحاق الأذى بالمدنيين.
وتابع: للأسف، في هذه القاعة، قرر بعض أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، مرة أخرى غض الطرف عن الواقع وتجاهل الأسباب الجذرية التي أدت إلى الوضع الحالي. ومن خلال سلوكها المنافق، وجهت هذه الدول الثلاث اللوم والاتهامات الباطلة إلى إيران دون النظر إلى إهمالها وعدم وفائها بالتزاماتها الدولية تجاه السلام والأمن في المنطقة.
وقال: لقد حاولت هذه الدول الثلاث بشكل يائس وغير ناجح استخدام الأكاذيب وقلب الحقائق ونشر معلومات مضللة واستخدام لعبة اللوم والتقصير المخربة. وفي الوقت نفسه، تجاهلت عمداً حق إيران الأصيل في الرد على انتهاك أحد المبادئ الأساسية للقانون الدولي وهو حصانة الدبلوماسيين والمباني الدبلوماسية من العدوان. علاوة على ذلك، تجاهلت هذه الدول الأسباب الجذرية للوضع الحالي في المنطقة.
وتابع ايرواني: فلأكثر من ستة أشهر، ظلت هذه الدول، وخاصة الولايات المتحدة، تعمل على حماية الكيان الإسرائيلي من أي مسؤولية عن المذبحة التي ارتكبت في غزة. وبينما ترفض هذه الدول حق إيران الأصيل في الدفاع عن نفسها ضد الهجمات العسكرية التي يشنها الكيان الإسرائيلي ضد أماكننا الدبلوماسية، فقد بررت وغطت بلا خجل جميع عمليات القتل والإبادة الجماعية التي ارتكبها الكيان الصهيوني ضد شعب غزة الأعزل بحجة الدفاع عن النفس. لقد قامت هذه الدول بمحاولة يائسة لتبرير جرائم الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني والتغطية عليها بتفسيرات تعسفية ومضللة للدفاع عن النفس.
واردف: في أعقاب الهجوم الإرهابي والعسكري الجبان الذي شنه الكيان الإسرائيلي على منشآتنا الدبلوماسية في دمشق، عاصمة الجمهورية العربية السورية، اطلعت جمهورية إيران الإسلامية مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة على هذا الإجراء غير المشروع، فضلاً عن حقها الأصيل بموجب القانون الدولي في الرد على مثل هذه الهجمات العسكرية الإرهابية. كما دعا وزير خارجية بلادنا، في اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة، أثناء استعراضه للوضع الحالي، إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة وإدانة المجتمع الدولي بشدة لهذه الجريمة النكراء.
واضاف: طلبنا من مجلس الأمن أن يدين بشدة هذا العمل الإرهابي الإجرامي وغير القانوني، وأن يتخذ إجراءات حاسمة ومناسبة لمحاكمة مرتكبيه بسرعة ومنع تكرار مثل هذه الجرائم الفظيعة ضد الأماكن الدبلوماسية لأي دولة عضو، ومن المؤسف أن مجلس الأمن فشل في القيام بواجبه في صون السلام والأمن الدوليين.
وقال: تتذكرون أن روسيا اقترحت بيانا صحفيا لإدانة هذا العمل الهمجي. وقد أيدت الإعلان الصين والجزائر والعديد من الأعضاء الآخرين، لكن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عارضت صدوره. وفي مواجهة جمهورية إيران الإسلامية لمثل هذا الوضع، لم يكن أمامها خيار سوى ممارسة حقها الأصيل في الدفاع عن نفسها وفقًا للقوانين الدولية.
*غياب المساءلة وتقاعس مجلس الأمن جعل الكيان الإسرائيلي أكثر وقاحة
وتابع ايرواني: الأسباب الرئيسية للوضع الحالي واضحة للجميع. فمنذ بداية حرب الكيان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في غزة، استشهد أكثر من 34 ألف مدني، ثلثاهم من الأطفال والنساء. وقد استهدف الكيان الإسرائيلي جميع الهياكل الأساسية المدنية ودمرها. وحتى قوات الاغاثة الإنسانية لم تكن في مأمن من الهجمات العسكرية لهذا الكيان المارق.
واضاف: إن انعدام المساءلة وتقاعس المجلس عن الإبادة الجماعية وجرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني لم يؤد إلا إلى جعل هذا الكيان أكثر وقاحة لمواصلة انتهاكاته. لقد قامت الولايات المتحدة وحلفاؤها بعرقلة مجلس الأمن لأكثر من ستة أشهر، لحماية الكيان الإسرائيلي من المسؤولية عن مذبحة غزة. فهم لا يتجنبون إدانة الكيان الإسرائيلي على هذه الجرائم فحسب، بل يحاولون ايضا التستر عليها. أولويتهم الوحيدة هي دعم الكيان الإسرائيلي والدفاع عنه بغض النظر عن العواقب وبأي ثمن. وعلى الرغم من الضغوط الدولية وقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، التي تدعو جميعها إلى وقف إطلاق النار، إلا أن الكيان الإسرائيلي تحدى هذه القرارات، وركز على ارتكاب المزيد من الجرائم الوحشية ولا يولي أي اهتمام للالتزامات القانونية الدولية.
*إسرائيل اقرت بمسؤوليتها عن الهجمات الإرهابية ضد المسؤولين والعلماء والمدنيين الإيرانيين، والتخريب ضد البنية التحتية النووية
واضاف: لقد ارتكب هذا الكيان الخارج عن القانون العديد من الجرائم الشنيعة ضد شعبنا. لقد اقر الكيان الإسرائيلي بوقاحة وصراحة مسؤوليته عن الهجمات الإرهابية ضد المسؤولين والعلماء والمدنيين الإيرانيين، وعن أعمال التخريب ضد بنيتنا التحتية النووية السلمية في السنوات الأخيرة.
وقال: حتى أن الكيان الإسرائيلي أطلق تهديدات صريحة باستخدام الأسلحة النووية ضد دولة مستقلة عضو في الأمم المتحدة. إن هذا الكيان الإرهابي مسؤول عن جميع الأعمال الإجرامية والإرهابية ضد إيران ويجب أن يتحمل العواقب. وقد حذرت جمهورية إيران الإسلامية مرارا وتكرارا من عواقب الأنشطة التخريبية التي يقوم بها الكيان على السلام والأمن الإقليميين والدوليين. لقد مارست إيران أقصى درجات ضبط النفس. والآن حان الوقت لكي يتحمل كيان الاحتلال المسؤولية الكاملة عن عواقبه. ولا يمكن لهذا الكيان أن يتهرب من المساءلة.
*على مجلس الأمن القيام بواجباته وفق الفصل السابع من الميثاق في مواجهة التحدي الإسرائيلي السافر
وتابع ايرواني: إن الأعمال والجرائم المزعزعة للاستقرار وغير المسؤولة التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد دول المنطقة تشكل تهديدا حقيقيا للسلام والأمن الإقليميين والدوليين. إن سياسة رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي هي توسيع وتكثيف الصراع في المنطقة من أجل البقاء في السلطة. وينبغي لأعضاء مجلس الأمن ألا يسمحوا لمجلس الأمن بأن يكون رهينة لطموحات هذا الكيان العدواني.
واكد ان الوقت قد حان لكي يتحمل مجلس الأمن مسؤوليته ويتصدى للتهديد الحقيقي للسلم والأمن الدوليين. وقال: يجب على مجلس الأمن أن يقوم سريعا بواجباته وفقا للفصل السابع من الميثاق ردا على التحدي السافر من قبل الكيان الإسرائيلي وأن يتخذ إجراءات فورية وعقابية لإجبار هذا الكيان على وقف الإبادة الجماعية وقتل سكان غزة والالتزام بتعهداته، خاصة التنفيذ الكامل لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والقرارات الملزمة قانونا الصادرة عن محكمة العدل الدولية.
واضاف: إن جمهورية إيران الإسلامية، باعتبارها أحد الأعضاء المسؤولين في الأمم المتحدة، ملتزمة بالأهداف والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، وتؤكد مرة أخرى التزامها بصون السلام والأمن الدوليين. إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ تؤكد من جديد على موقفها الثابت، تعلن أنها لا تسعى إلى تصعيد التوتر أو الحرب في المنطقة. إن جمهورية إيران الإسلامية، إذ تحذر من قيام الكيان الإسرائيلي بأي مغامرة عسكرية أخرى، تؤكد تصميمها الثابت على الدفاع عن شعبها وأمنها ومصالحها الوطنية وسيادتها وسلامة أراضيها ضد أي تهديد أو أعمال عدوانية بشكل صارم ووفقا للقوانين الدولية. ولن تتردد في استخدام هذا الحق إذا لزم الأمر.
*تحذير إيران لأميركا: لا ننوي الاشتباك، لكننا سنستخدم حقنا الأصيل في حال القيام بعمليات عسكرية ضد إيران ومصالحها
وقال ايرواني: إيران ليس لديها أي نية للاشتباك مع أمريكا في المنطقة. لقد أظهرنا التزامنا بالسلام من خلال ممارسة ضبط النفس بشأن مشاركة الجيش الأمريكي في اعتراض الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية التي استهدفت أهدافًا عسكرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وهذا يعكس التزامنا بوقف التصعيد وتجنب تصعيد الصراع. ومع ذلك، إذا بدأت الولايات المتحدة عملاً عسكرياً ضد إيران أو مواطنيها أو أمنها ومصالحها، فإن الجمهورية الإسلامية ستمارس حقها الطبيعي في الرد بشكل متناسب.