خاص الكوثر - خلية حب
قالت الباحثة أماني جواد : حول أهمية إتصاف الإنسان بالوفاء والإلتزام به في المجتمع أريد الإشارة لقصة في سيرة أمير المؤمنين علي عليه السلام وهي قصة الإعرابي الذي ضمنه أبو ذر حيث يذكر أنه في أحد الأيام جاء رجلين لعند الإمام علي سلام الله عليه ممسكين بشاب وقالوا: يا أمير المؤمنين نريد منك أن تقتص لنا من هذا الرجل فقد قتل والدنا.. فقال الامام علي : ولماذا قتلته ؟ فقال الرجل: إنى راعي إبل وأعز جمالي أكل شجرة من أرض أبوهم فضربه أبوهم بحجر فمات فأمسكت نفس الحجر وضربته به فمات.فقال أمير المؤمنين : إذا سأقيم عليك الحد.فقال الرجل: أمهلني ثلاثة أيام فقد مات أبي وترك لي كنزاً أنا وأخي الصغير فإذا قتلتني ضاع الكنز وضاع أخي من بعدي.فقال الإمام علي عليه السلام : ومن يضمنك؟ فنظر الرجل فى وجوه الناس فقال: هذا الرجل.. فقال أمير المؤمنين : يا أبا ذر هل تضمن هذا الرجل؟ فقال أبو ذر: نعم يا أمير المؤمنين، فقال الإمام : إنك لا تعرفه وإن هرب أقمت عليك الحد.فقال أبو ذر: أنا أضمنه يا أمير المؤمنين.ورحل الرجل ومر اليوم الأول والثاني والثالث وكل الناس كانت قلقة على أبو ذر حتى لا يقام عليه الحد، وقبل صلاة المغرب بقليل جاء الرجل وهو يلهث، وقد اشتد عليه التعب والإرهاق ووقف بين يدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ..قال الرجل: لقد سلمت الكنز وأخي لأخواله وأنا تحت يدك لتقيم علي الحد.
فاستغرب أمير المؤمنين وقال: ما الذي أرجعك كان ممكن أن تهرب؟فقال الرجل: خشيت أن يقال لقد ذهب الوفاء بالعهد من أمة محمد.فسأل الإمام علي أبا ذر وأنت لماذا ضمنته؟فقال أبو ذر: خشيت أن يقال لقد ذهب الخير من أمة محمد.. فتأثر أولاد القتيل وقالوا: لقد عفونا عنه.فقال أمير المؤمنين : لماذاعفوتم عنه ؟فقالوا: نخشى أن يقال لقد ذهب العفو من أمة محمد.
وختمت الباحثة جواد كلامها بعد القصة بإن العبرة من هذه القصة أن جميع العلاقات الإجتماعية مبنية على الوفاء بالعهد والوعد والثقة فإذا ما أختفت هذه الصفة أنهدمت العلاقات في المجتمع .