الكوثر_مقالات
بانتهاء سنة ألفين وثلاثة وعشرين ودّعت فلسطين المحتلة عاما مثقلا بالدماء والدمار، ارتكب فيه الاحتلال أبشع المجازر ودمّر كل مقومات الحياة في قطاع غزة، فضلا عن استمرار جرائم القتل والإعدامات الميدانية في الضفة الغربية.
ومنذ السابع من اكتوبر الماضي كثّف جيش الاحتلال عملياته العسكرية بالضفة الغربية وزاد وتيرة الاقتحامات والمداهمات للبلدات والمخيمات، مخلفا مئات الضحايا وآلاف المعتقلين .
عُرفت بلدة حوارة الفلسطينية جنوبي نابلس في العام الماضي بتكرار اعتداءات المستوطنين عليها ففي 26 فبراير/شباط الماضي شهدت البلدة هجمات غير مسبوقة شنّها مستوطنون وأسفرت عن استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة العشرات وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات.
كما شهدت البلدة عدة عمليات إطلاق نار فلسطينية أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود والمستوطنين وظلت مدينة جنين ومخيمها بؤرة ساخنة طوال العام الماضي بسبب تكرار الاقتحامات الصهيونية والتي أدت إلى استشهاد أكثر من مئة وخمسين فلسطينيا وشهدت مدينتا نابلس وطولكرم تصعيدا ميدانيا بسبب تكرار الاقتحامات الصهيونية لملاحقة عناصر كتيبة عرين الأسود.
التي اتخذت من البلدة القديمة مقراً لهاوأدت الهجمات الصهيونية اليومية من جيش الاحتلال والمستوطنين على المناطق المحتلة في الضفة الغربية خلال عام ألفين وثلاثة وعشرين إلى استشهاد أكثر من خمسمئة فلسطيني، منهم سبعين طفلاً على الأقل حسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونرواوتعرض المسجد الأقصى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي لحصار هو الأشد منذ مدة طويلة، حيث مُنع الدخول للصلاة فيه لمن هم خارج البلدة القديمة من القدس، وفُرضت قيود على دخوله لمن هم تحت الخمسين عاما.
أما عن اقتحامات المستوطنين فزادت في المقابل عن أي عام سابق، وبلغ عدد المقتحمين أكثر من خمسين ألفا طوال العاموفي هذه الاثناء اعتبرت منظمة "ييش دين متطوعون لحقوق الإنسان" الإسرائيلية، أن عام 2023 كان الأصعب من حيث مستوى عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وحجم الأحداث الخطيرة التي شهدها في هذا السياق.
وقالت المنظمة إن عام 2023 سجل مستويات قياسية في عدد اعتداءات المستوطنين العنيفة في الضفة الغربية منذ بدأت المنظمة بتعقّب اعتداءات المستوطنين وتدوينها في عام 2006، وأضافت المنظمة أن العام المنصرم شهد الأحداث الأكثر خطورة من جهة عدد المستوطنين الذين شاركوا فيها ونتائجها، حيث أدت إلى استشهاد العشرات من الفلسطينيين على الأقل على يد مستوطنين، بالإضافة إلى إحراق عشرات المنازل والمركبات الفلسطينية.
ولفتت المؤسسة في تقريرها،إلى أن معطياتها تتوافق مع معطيات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الذي وثّق في عام 2023 أكثر من 1200 حادثة عنف من قبل مستوطنين، والتي انتهت بمقتل وإصابة فلسطينيين أو بإحداث أضرار في الأملاك.