خاص الكوثر - مقالات

 ويتبع الاحتلال لهذا الأسلوب من تقليل للخسائر البشرية وذلك للحفاظ على نفسية جنوده وعدم انهيارها أثناء المعارك والحفاظ على الجبهة الداخلية وعدم تشكيل حالة من الضغط على المؤسسة العسكرية والحكومة وعدم رفع معنويات المقاومين مما يشجعه على بذل المزيد من العمليات في حال كان الإعلان عن عدد كبير من القتلى.

ويتكبد جيش الاحتلال خسائر فادحة في غزة، حيث تضاعف عدد قتلاه منذ انتهاء الهدنة مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفق دراسة أعدها المعهد اليهودي للدراسات الأمنيةوينشر جيش الاحتلال أعداد قتلاه في قطاع غزة بطريقة جزئية ليخفف من وطأتها على الشارع الصهيوني، في حين تشير المعطيات إلى تزايد هذه الأعداد مع استمرار الحرب.

لذلك فإن المقاومة الفلسطينية ومن خلال ما تظهره من فيديوهات في المعارك تؤكد على أنها قد أعدّت نفسها جيداً لمثل هذه الحرب على الصعيد العسكري والصعيد الإعلامي، وأن مقاتلي القسام وبقية الفصائل يتمتعون بقدرات قتالية عالية، وأن هذه الفيديوهات توضح زيف روايات الجيش الصهيوني فيما يتعلق بالعدد الحقيقي لقتلاه.

ورغم ذلك اعترفت الصحافة الصهيونية بتكبّد جیش الاحتلال خسائر فادحة كلما حاول التوغّل أكثر في غزة ضمن عدوانه على القطاعووفقا لوسائل إعلام اسرائيلية نقلا عن مصادر طبية فإن أكثر من ستة آلاف جريح بجيش الاحتلال تم علاجهم منذ بدء طوفان الاقصى.

وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت عن ضباط صهاينة اعترافهم بخطأ عملية إدارة حرب غزة، مؤكدة وجود انتقادات داخل الجيش حول هذه القضية.وأقر الاحتلال بمقتل أكثر من خمسمئة من ضباطه وجنوده منذ بدء السابع من أكتوبر تشرين الاول الماضي، مشيرا الى مصرع مئة وسبعين منهم في غزة، وحسب خبراء عسكريين فان العدد الحقيقي للقتلى هو أكثر بكثير من هذه الارقام التي يعلنها جيش الاحتلال.

اعداد قتلى الجيش الصهيوني في ابرز الحروب التي خاضها : حرب أكتوبر عام 1973 عدد القتلى 2800 حرب لبنان الاولى عام عدد القتلى 670 الانتفاضة الثانية عام 2000 عدد القتلى 29 عملية السور الواقي عام 2002 عدد القتلى 29 حرب تموز لبنان الثانية عام 2006 عدد القتلى 121 حرب غزة عام 2014 عدد القتلى 69 ومقارنة بحروب اخرى فقد سجل الجيش الصهيوني في هذه الحرب أكبر عدد للقتلى بعد حرب اكتوبر عام 1973 ومع ذلك توصف هذه الحرب هي الاقسى والأكثر إيلاماً بالنسبة للكيان منذ وجوده غير الشرعي.

بقلم : فلاح النصراوي