الكوثر_ ايران
مع انتهاء آخر ساعة من الخريف وقدوم الشتاء، تأتي "يلدا" بشعرها الأسود الطويل وفستانها الأبيض، لتغطي على الخريف وألوانه الزاهية، وتستقبل الشتاء بفرحة.
يحتفل الإيرانيون ضمن أجواء من الفرح والبهجة بليلة يلدا، وهي أطول ليلة وآخر ليالي الخريف حسب التقويم الشمسي، وتصادف يوم 21 ديسمبر/كانون الأول، حيث تسهر العائلات حتى بزوغ شمس اليوم التالي إحياء لهذا التقليد.
وتتكون سفرة يلدا من الشموع والورود والكتب، وكذلك من المكسرات والحلويات والشاي والفاكهة، وخاصة الرمان والبطيخ اللذين يعتبران أساسيين في هذه الليلة.
ويعود وجود الرمان والبطيخ على مائدة يلدا إلى أن الرمان هو رمز الفرح والولادة منذ القدم، إذ يؤثر على تنقية وزيادة الدم في الجسم، مما يساعد على تنشيط الفرد، ويعتقد الأقدمون أيضا أن تناول قليل من البطيخ الذي يرمز للصيف والحرارة، يحمي الشخص من برد الشتاء.
يستقبل الآباء والأجداد أولادهم في بيوتهم ويقيمون السهرات العائلية التي تستمر في بعض الأحيان حتى فجر اليوم التالي، ويعتبر هذا التجمع العائلي طريقة تنسيهم ظلمة الليل الطويل وبرد الشتاء وتمنحهم الأمل.