الكوثر - اسلاميات
ذكر محمد بن شهر آشوب المازندراني جزءاً من خطبة خالية عن الحروف المنقوطة للإمام علي عليه السلام في كتابه مناقب آل أبي طالب فقال :
ثم ارتجل خطبة أخرى من غير النقط التي أولها " الحمد للَّه أهل الحمد ومأواه، وله أوكد الحمد وأحلاه، وأسعد الحمد وأسراه، وأطهر الحمد وأسماه، وأكرم الحمد وأولاه. الواحد الأحد الصمد لا والد له ولا ولد.
سلّط الملوك وأعداها، وأهلك العُداة وأدحاها، وأوصل المكارم وأسراها، وسمك السماء وعلّاها، وسطح المهاد وطحاها، ووطّدها ودحاها، ومدّها وسوّاها، ومهّدها ووطّاها، وأعطاكم ماءها ومرعاها، وأحكم عدد الاُمم وأحصاها، وعدّل الأعلام وأرساها.
ألا له الأوّل لا مُعادل له، ولا رادّ لحكمه، لا إله إلّا هو الملك السلام المصوّر العلّام الحاكم الودود، المطهّر الطاهر، المحمود أمره، المعمور حرمه، المأمول كرمه.
علّمكم كلامه وأراكم أعلامه وحصّل لكم أحكامه، وحلّل حلاله وحرّم حرّامه وحمّل محمّداً الرسالة، رسوله المكرّم المسوّد المسدّد الطهر المطهّر، أسعد اللَّه الاُمّة؛ لِعلُوّ محلّه وسُمُوّ سُؤْدده وسَداد أمره وكمال مراده.
أطهر ولد آدم مولوداً وأسطعهم سُعوداً وأطولهم عموداً وأرواهم عوداً وأصحّهم عهوداً وأكرمهم مُرداً وكهولاً!
صلاة اللَّه له ولآله الأطهار مُسلّمة مكرّرة معدودة، ولآل ودّهم الكرام محصّلةٌ مُردّدة ما دام للسماء أمر مرسوم وحدّ معلوم.
أرسلهُ رحمةً لكم وطهارةً لأعمالكم وهدوء داركم ودحور عاركم وصلاح أحوالكم، وطاعةً للَّه ورسله، وعصمةً لكم ورحمةً.
اسمعوا له وراعو أمره وحلّلوا ما حلّل، وحرّموا ما حرّم، واعمدوا رحمكم اللَّه لدوام العمل، وداحروا الحرص واعدموا الكسل وادروا السلامة وحراسة الملك وروعها، وهلع الصدور وحلول كلّها وهمّها.
هلك واللَّه أهل الإصرار، وما ولد والد للأسرار، كم مؤمّل أمّل ما أهلكه، وكم مالٍ وسلاحٍ اُعدّ صار للأعداء عَدّهُ وعَمدُه.
اللهم لك الحمد ودوامه والملك وكماله لا إله إلّا هو، وسع كلّ حلمٍ حلمُه، وسدّد كلّ حكمٍ حكمُه، وحدر كلّ علم علمُه.
عصمكم ولوّاكم ودوام السلامة أولاكم وللطاعة سدّدكم وللإسلام هداكم ورحمكم، وسمع دعاءكم وطهّر أعمالكم وأصلح أحوالكم.
وأسأله لكم دوام السلامة، وكمال السعادة، والآلاء الدارّه، والأحوال السارّة، والحمد للَّه وحده