الكوثر - فلسطين
وأدانت مؤسسات حقوق الإنسان الفلسطينية، بما في ذلك "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" و"مركز الميزان ومؤسسة الحق"، هذا الهجوم الوحشي، "الذي يدلل على أن الاحتلال يمارس جرائمه بوعي وعن قصد، ويؤكد ما أعلناه سابقًا أنه لا يوجد أي مكان آمن في قطاع غزة".
ووفق التحقيقات، قصفت طائرات الاحتلال منزل المواطن الفلسطيني "عمر محمد حرب" في "حي الزهور" بمدينة رفح فوق رؤوس ساكنيه، ومنهم عدد كبير من النازحين دون سابق إنذار؛ ما أسفر عن تدمير المنزل بالكامل واستشهاد ٢٢ فلسطينيا، من بينهم 5 أطفال و3 نساء، وأُصيب آخرون من محيط المنطقة، فيما لا تزال أعداد أخرى تحت الأنقاض.
وكان المنزل يضم إلى جانب سكانه عددًا من الأقارب والأنساب ونازحين من عائلات "أبو الشعر" و"عوض" و"السمان" من خارج رفح. وأدى القصف هذا إلى استشهاد طفلة من عائلة "أبو جامع" من سكان خانيونس، حيث كانت تقيم مع عائلتها في خيمة بجوار مركز إيواء في محيط المنطقة.
ويعتبر حي الزهور ضمن أحياء مدينة رفح المصنفة كمنطقة آمنة من قبل قوات الاحتلال، وتوجه إلى المنطقة مئات الآلاف من النازحين، بعد أوامر الإخلاء التي صدرت في الأيام الماضية لسكان العديد من أحياء مدينة خانيونس.
وتبلغ مساحة رفح 64 كم2، وكان يقدر عدد سكانها بقرابة 260 ألف نسمة وفق تقديرات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2021، غير أن أعداد السكان فيها قد تضاعف عدة مرات منذ بدء أوامر الإخلاء التي استهدفت سكان غزة وشمالها منذ 13 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وزادت وتيرة النزوح إليها مع بدء الهجوم البري الإسرائيلي على خانيونس وإعلانها منطقة أعمال حربية.
واكدت الموسسات أنه نتيجة الاكتظاظ الهائل للسكان والنازحين في المدينة، فإن كل هجوم إسرائيلي من شأنه أن يوقع أعدادًا كبيرة من الضحايا.
كما أن حالة الاكتظاظ الهائلة الناجمة عن حشر مئات الآلاف من السكان في مساحة جغرافية محدودة، تسبب بواقع كارثي، فقد اكتظت جميع مراكز الإيواء بأعداد تزيد عن قدرتها الاستيعابية وتم فتح مراكز جديدة في المساجد والأماكن العامة، وهناك عشرات الآلاف في العراء إلى جانب الخيام التي نصبها النازحون في الأراضي وفي أي مساحة فارغة دون توفر أي خدمات لهم متعلقة بالمياه والصرف الصحي؛ فضلا عن عدم توفر مواد غذائية ملائمة، فالأسواق جميعها خالية من البضائع ، ويعاني العديد من السكان والمهجرين من الجوع. وتزداد الأمور صعوبة في الشمال وفي خانيونس، ما يعني أن قطاع غزه بات منطقة منكوبة بكل المقاييس.
وبسبب الاكتظاظ الشديد وتردّي الأوضاع الصحية في مراكز الإيواء التابعة للأونروا، انتشرت مجموعة من الأمراض بين النازحين، فيعاني الكثير من حالات الاسهال والتهابات الجهاز التنفسي الحادة والالتهابات الجلدية وحالات تفشي القمل لسوء المرافق الصحية وافتقارها للحد الأدنى من النظافة في ظل الاكتظاظ.
وجددت الموسسات دعوتها لشعوب العالم ومنظمات المجتمع المدني والقوى المؤثرة إلى تفعيل حراكها وممارسة كل أشكال الضغط السياسي والقانوني على حكومات بلادهم خاصة في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية لتغير موقفها وتوقف دعمها لجريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني والامتثال لقواعد القانون الدولي الإنساني مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الجاد والفوري لوقف الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، والتوقف عن سياسة استهداف المدنيين والأعيان المدنية كأداة انتقام وعقاب وضغط سياسي، واتخاذ إجراءات فعالة لضمان المساءلة على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي تقترفها وتدعو لها قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وجددت المؤسسات، مطالبتها للمجتمع الدولي بضمان إنهاء الاحتلال وتفكيك الاستعمار الاستيطاني ونظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وإلغاء جميع القوانين والسياسات والممارسات التمييزية واللاإنسانية ضد الشعب الفلسطيني بأكمله، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير دون قيد أو شرط.