الكوثر_ايران
شارك العميد عزيز نصير زاده في منتدى موسكو الأمني وألقى كلمة في هذا الملتقى حيث أكد فيها على ضرورة مواجهة الأحادية الأمريكية.
وقال، نعتقد أن هذه الحرب المدمرة ما كانت لتحدث في أوكرانيا لولا هيمنة وأطماع الغرب بقيادة أمريكا. على القائمين على هذه الحرب والمتورطين في إشعال نيرانها أن يعيدوا النظر في نهجهم وأن يعلموا أن تعريض سلامة الآخرين للخطر يمكن أن يتسبب في رد فعل قد يصعب عليهم التنبؤ به.
وأضاف، إن ما نشهده اليوم في أوكرانيا ، والذي يتم فيه التضحية بالعشرات من الناس كل يوم وستكون له آثار وعواقب بعيدة المدى على المنطقة والعالم ، مثال واضح على رغبة الغرب في الهيمنة وتحقيق الأطماع للحفاظ على الهيمنة واستمرارها. وقد تسبب هذا التصرف حتى الآن في العديد من الكوارث.
وتابع، إن احتلال أرض فلسطين واضطهاد الشعب المظلوم على هذه الأرض لما يقرب من ثمانية عقود من قبل الصهاينة بتخطيط من قبل المستعمر القديم واستمراره من قبل الحكومة الأمريكية المتغطرسة هي أمثلة أخرى على النزعة الأحادية المنظمة وممارسة الظلم بحق الشعوب، وهي نتاج أنظمة العالم السابقة.
وأشار العميد نصيرزادة ان أكبر قضية في الامن العالمي الان هي التغييرات الحاصلة في النظام العالمي ، حيث سعت اميركا دوما الى فرض نظام القطب الواحد والأحادية التي تقودها على النظام الدولي واعتمدت السياسات الاجرامية المتعددة لبلوغ هذا الهدف ومن اهمها تجاهل استقلال الدول وعدم احترام وحدة اراضيها وعدم الاكتراث بارواح الابرياء .
ومن السياسات العدائية الاميركية لتحقيق هيمنة السلطة الاحادية ، هو خلق البؤر المعادية في مناطق مختلفة بحيث تجعل صداقة أية دولة مع دولة أخرى موجهة ضد دولة ثالثة وهذه السياسة تدمر النظام الامني لتلك المنطقة وتخلق عداء مستمرا بين الدول ، وتقوم اميركا بادارة تلك الصراعات عبر تقديم الدعم لبعض اطرافها وهكذا تحصل (واشنطن) على مكاسب كبيرة ، ومنطقة غرب آسيا هي من الامثلة الواضحة لهذه السياسة الاميركية حيث اشعلت واشنطن 7 حروب في تلك المنطقة خلال السنوات الاخيرة.
واشار نائب رئيس هيئة الاركان الايرانية في كلمته ايضا الى لجوء اميركا الى شن حروب بالوكالة ، والحروب الاعلامية والمعرفية والادراكية التي تستهدف الثقافات الوطنية ومعتقدات الشعوب وتروج للايديولوجيات الغربية ، لتدمير ثقافة الشعوب ومعتقداتها لتصاب بالضعف وتعجز عن مقاومة انواع الهجمات التي يشنها العدو.
الجرائم الاميركية في العالم
كما نوه الى الجرائم الاميركية في العالم قائلا ان الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي ضد المدنيين تظهر نفسها كداعمة لحقوق الانسان ومروجة للديمقراطية وساعية لبسط النظام في العالم، ونراها من دون ان تكترث للرأي العام والاوساط القانونية، تقوم غدرا باغتيال الفريق سليماني الذي قاد القتال ضد اخطر تنظيم ارهابي في تاريخ البشرية والذي يسمى داعش ، وقام بابادتهم واعتق رقاب شعوب المنطقة وربما العالم من شرور هؤلاء.
وشدد العميد نصيرزادة ان حياة الامن القومي الاميركي باتت مدمنة على خلق التوترات والحروب والحظر وان اميركا لا تتورع عن خلق أي توتر او اشعال أي حرب من اجل تحقيق نظام احادي والاحتفاظ به وترسيخه.
وشدد على ان المفكرين لا يشككون اليوم في مسالة افول الهيمنة الاميركية وسير العالم نحو نظام متعدد الاقطاب ونحن اليوم اصبحنا نتجاوز النظام الاحادي وقد كثر الفاعلون وتغيروا وازدادت التظافرات الاقليمية، وتغلبت الاحداث على السياسات، وانهارت الهيكليات والنظم الدولية.
واضاف " اذا اصبحت المقاومة للغطرسة ، والتي تعتمد القيم الانسانية والروحية، مدرجة على جدول اعمال المزيد من الفاعلين والنشطاء في هذه المرحلة الانتقالية يمكننا ان نأمل في ان يكون النظام الدولي الجديد نظاما متعدد الاقطاب يعتمد السلام والتظافر الاقليمي والمشاركة والنزعة المعنوية والعدالة.
كما ندد بمحاربة الدول الغربية للقيم الدينية وحرق القرآن الكريم وبث الاسلاموفوبيا، قائلا ان السبب الاساسي لهزيمة الاحادية هو يقظة الشعوب وخيار المقاومة والثبات والتضامن في وجه الاستكبار، وان النظام العالمي الجديد سيشهد تعزيزا لهذا النهج وستظهر القوى الجديدة والمستقلة في مختلف المناطق مع تحالفات اقليمية وعالمية جديدة مثل منظمتي شنغهاي وبريكس اللتين تجمعان قوة وقدرات الدول المستقلة امام الهيمنة الغربية .
وفي الختام قدم العميد نصيرزادة الشكر لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وزملائه ومنظمي هذا المنتدى الهام .