خاص الكوثر_ نهج القائد
وكان هذا الجسد الطاهر ملقى على الارض لا يستطيع الدفاع عن نفسه ، بقدر كا كانت روح التوحش والخبث والحيوانية والانتقام مشهودة هنا.
كانت تلوح في خيام أبي عبد الله روح التضرّع الى الله عزّوجل وروح انسانيّة رقيقة وعاطفة شديدة وجميع النساء والأطفال
_اذا لم يكن في الخيام سوى النساء والأطفال والرجل الوحيد كان علي بن الحسين عليه السلام وقد كان مريضاً
جميعهم كانوا قلقين على الحسين بن عليّ وما آل اليه مصير أبي عبد الله خرجوا من الخيام وذهبوا الى حيث يحتملون أنّ الحسين قد هوى الى الأرض هناك .
يُروى أن النساء خرجن من الخيام ولابد أنكم رأيتم أو سمعتم كيف تندب النساء العرب ولازال متعارفاً هذا الأمر بين نساء العرب أنهنً يبكين على قتلاهن بشكل مؤلم فيلطمن وجوههنَ وينتفن شعورهنّ ويعشن حالة مؤلمة للغاية.
حسناً، لقد فقدت هؤلاء النسوة عزيزاً كالحسين بن علي وزينب تتقدّم هذا الجمع الذي يسير باتجاه المقتل.
عندما وصلت زينب الى حيث يرقد جسد عزيزها على رمضاء كربلاء بدل أن تبدي أيّ ردّة فعل، بدل أن تشتكي ذهبت باتجاه جسد عزيزها أبي عبد الله، وارتفع صوتها وهي تخاطب جدّها رسول الله
يارسول اللهّ صلى عليك مليك السماء، هذا حسينك مرمّل بالدماء مقطّع الاعضاء " اي يا جدي العزيز، أنظر نظرة الى صحراء كربلاء الحارقة هذا حسين معفّر بالتراب ومخضّب بالدماء..
ثم ينقلون أنّ زينب وضعت يداها تحت جسد الحسين بن علي وارتفع نداؤها الى السّماء: الهي، تقبّل هذا القربان من آل محمّد (ص)...