خاص الكوثر- مناسبات
ومن جملة الائمة الاطهار الامام علي بن محمد الهادي والملقب ايضا : بالنقي والعالم والفقيه والأمين والمؤتمن والطيب والمتوكل...ابن الامام محمد الجواد ع .
المولود في (15 ذي الحجة سنة 212 هـ ) ويكنّى بأبي الحسن الثالث، وأبي الحسن الأخير تمييزاً له عن الإمام الكاظم عليه السلام المكنى بأبي الحسن الأوّل وعن الإمام الرضا عليه السلام المكنى بأبي الحسن الثاني.
في حياته الشريفة صور مشرقة من بثّ العلوم والمعارف الدينية والاخلاقية ، نسلّط الضوء على صورتين من دوره المبارك في تعميق ولايتهم في نفوس محبيهم وشيعتهم عبر مظاهر ثقافية روحية ؛ الا وهي زيارتهم سلام الله عليهم فانّهم احياء عند ربّهم يرزقون وان غابت اجسامهم الطاهرة إلا انّهم في مقام امين فرحين بما أتهم الله من فضله ويبلغهم سلام الزائر وتحيّاته بإذن الله تعالى.
"الزيارة الجامعة الكبيرة " المشهورة في الوسط الامامي و "زيارة الامام اميرالمؤمنين علي(ع) في يوم الغدير" في يوم الثامن عشر من ذي الحجة .
فقد روي ذلك عنه عليه السلام ، وهما من اعظم النصوص المشحونة بالمعارف والعلوم الدينية والاخلاقية التي تعمق الصلة والولاء بال محمد ص .
فالزيارة الجامعة تضمنت معارف وعلوم جمّة نهل منها علمائنا واعتمدوها في استنباط المباني العقدية والمضامين العرفانية الرفيعة في معرفة الائمة الهداة وصورتهم النورانية التي يجهلها الكثير!
والصورة الاخرى هي زيارة الامام علي يوم الغدير حيث توافر النص المروي عن الامام الهادي على حقائق تاريخية وبيانات تثبت مظلومية اهل البيت وتبين عمق الحيف والجور الذي وقع على اهل البيت بعد رحيل النبي وبأسلوب بليغ وبيان رقيق ومشجي تاخذ المحب والموالي الى سماء الولاية عبر معاني سامية ودقائق والاشارات معرفيّة عميقة .
وهذا الدور المبارك لاتزال الشيعة الامامية تتذوق ثمراته عبر هذين النصين و تلاوتهما في الزيارات المخصوصة وغير المخصوصة عند مراقدهم المباركة الطاهرة فكثير من علمائنا الاعلام يواظبون على الزيارة الجامعة الكبيرة ويحثّون الموالين على قراءتها " يقول السيّد عبد الله شبّر في شرحه عليها: «الزيارة الجامعة الكبيرة أعظم الزيارات شأناً، وأعلاها مكانةً ومكاناً، وإنّ فصاحة ألفاظها وفقراتها، وبلاغة مضامينها وعباراتها، تنادي بصدورها من عينٍ صافيةٍ نبعت عن ينابيع الوحي والإلهام... فإنّها فوق كلام المخلوق وتحت كلام الخالق الملك العلّام، قد اشتملت على الإشارة إلى جملة من الأدلّة والبراهين المتعلّقة بمعارف أصول الدين، وأسرار الأئمّة الطاهرين، ومظاهر صفات ربّ العالمين».
رحل الامام علي بن محمد الهادي شهيدا مظلوما - كما نقل الشيخ المفيد وغيره - بسرّ من رأى في " رجب سنة 254 هـ" ، وله يومئذ إحدى وأربعون سنة وأشهر، وكانت مدة إقامته في سامراء عشرين سنة وتسعة أشهر.
فحريٌّ بالمؤمنين الانتفاع من هذا التراث الضخم بمضمونه والارث النوراني الذي افاضه الامام العاشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام والانكباب على دراسته والتعمّق في بطونه ...