خاص الكوثر- مناسبات
تُعدُّ الزيارة الجامعة الكبيرة من أعظم الزيارات شأناً، وأعلاها مكانةً ومكاناً، وانّ فصاحة ألفاظها وفقراتها، وبلاغة مضامينها وعباراتها، تنادي بصدورها من عين صافية نبعت عن (ينابيع الوحي) والإلهام، وتدعو إلى أنّها خرجت من ألسنة نواميس الدين ومعاقل الأنام، فإنّها فوق كلام المخلوق وتحت كلام الخالق الملك العلّام.
تُعدُّ هذه الزيارة من أشهر زيارات الأئمّة الطاهرين (عليهم السلام) وأعلاها شأناً وأكثرها ذيوعاً وانتشاراً، كما أنّها تمثّل خلاصة عقائد مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، وتبرز المقامات الحقّة للأئمّة المعصومين (عليهم السلام)، وتبيّن منزلتهم العظيمة عند الله عزّ وجلّ، فهم (عليهم السلام): مَحالّ مَعْرِفَةِ اللهِ، وَمَساكِنُ بَرَكَةِ اللهِ، وَمَعادِنُ حِكْمَةِ اللهِ، وَخَزَنَةُ عِلْمِ اللهِ، وَحَفَظَةُ سِرِّ اللهِ، وَحَمَلَةُ كِتابِ اللهِ، وأوصِياءُ نبيِّ اللهِ، وذُرِّيَةُ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله).
وقد حظيت هذه الزيارة بأهميّة خاصّة بين الأدعية والزيارات المأثورة عن أئمة الهدى (عليهم السلام)، وقد أقبل أتباع أهل البيت (عليهم السلام) وشيعتهم على حفظها وزيارة الأئمة (عليهم السلام) بها خصوصاً في ليلة الجمعة ويومها، وذلك لأنّها مرويّة بالإسناد عن الإمام الهادي النقي (عليه السلام)، وتشتمل على كلام فريد يزخر بالمعارف الإلهيّة السامية، ويبيّن حقيقة الإمام الذي يمثّل الحجّة التامّة للحقّ على جميع العالمين، ومحور كائنات الوجود، وواسطة الفيض بين الخالق والمخلوق، والجامع لكلّ الخير والمحاسن، والنموذج الكامل للإنسان، وقد جاء كلّ ذلك في أرقى مراتب البلاغة والفصاحة.
وقد اهتمّ علماء الشيعة بهذه الزيارة واعتبروها أفضل الزيارات الجامعة سنداً ومحتوى، ونقلها الشيخ الصدوق والشيخ الطوسي وغيرهما.
وقال عنها العلاّمة المجلسي: إنّ هذه الزيارة من أصحّ الزيارات سنداً، وأعمّها مورداً، وأفصحها لفظاً، وأبلغها معنىً، وأعلاها شأناً.
كما يقول العلاّمة السيّد عبد الله شبّر: لا يخفى على اُولي البصائر النقّادة، وأرباب الأذهان الوقّادة، وذوي العقول السليمة، وأصحاب الأفهام المستقيمة، أنّ الزيارة الجامعة الكبيرة أعظم الزيارات شأناً، وأعلاها مكانةً ومكاناً، وأنّ فصاحة ألفاظها وفقراتها، وبلاغة مضامينها وعباراتها، تنادي بصدورها من عين صافية نبعت عن (ينابيع الوحي) والإلهام، وتدعو إلى أنّها خرجت من ألسنة نواميس الدين ومعاقل الأنام، فإنّها فوق كلام المخلوق وتحت كلام الخالق الملك العلّام، قد اشتملت على الإشارة إلى جملة من الأدلّة والبراهين المتعلّقة بمعارف (اُصول الدين)، وأسرار الأئمّة الطاهرين، ومظاهر صفات (ربّ العالمين)، وقد احتوت على رياض نضرة، وحدائق خضرة، مزيّنة بأزهار المعارف والحكمة، محفوفة بثمار أسرار أهل بيت العصمة، وقد تضمّنت شطراً وافراً من حقوق اُولي الأمر الذين أمر الله بطاعتهم، وأهل البيت الذين حثّ الله على متابعتهم، وذوي القرب الذين أمر الله بمودّتهم ، وأهل الذكر الذين أمر الله بمسألتهم ، مع الإشارة إلى آيات فرقانيّة ، وروايات نبويّة ، وأسرار إلهيّة ، وعلوم غيبيّة ، ومكاشفات حقّيّة.
لقراءة هذه الزيارة التي يزار بها جميع الأئمة عليهم السلام اضغط هنا