دعت منظمة التعاون الإسلامي، يوم أمس الأحد 2 يوليو / تموز 2023 للميلاد، إلى اتخاذ تدابير جماعية ضد تكرار تدنيس المصحف.
وجاء ذلك، بحسب ما نقلته قناة "الإخبارية" السعودية الحكومية، قبيل انعقاد اجتماع طارئ للمنظمة ظهر الأحد في جدة، لبحث حرق نسخة من القرآن الكريم في السويد في أول أيام عيد الأضحى.
وقالت المنظمة إن تدنيس المصحف والإساءة للنبي(ص) ليست حوادث إسلاموفوبيا عادية، مشددة على ضرورة تطبيق القانون الدولي لحظر الكراهية الدينية.
ودعت منظمة التعاون الاسلامي إلى تدابير جماعية ضد تكرار تدنيس المصحف والإساءة للنبي (محمد صلى الله عليه وآله وسلم).
وفي بيان سابق، قالت المنظمة إن الاجتماع سوف يناقش الإجراءات تجاه تداعيات حادثة حرق المصحف.
وقبل ذلك، أعربت المنظمة، في بيان، عن إدانتها الشديدة للحادثة، منبهة إلى خطورة هذه الأعمال التي تقوّض الاحترام المتبادل والوئام بين الشعوب وتتعارض مع الجهود الدولية لنشر قيم التسامح والاعتدال.
هذا وكان السويدي من أصل عراقي سلوان موميكا (37 عاماً) قد مزّق نسخة من المصحف يوم الأربعاء الماضي وأضرم النار فيها عند مسجد استوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة تصريحاً بتنظيم الاحتجاج بموجب قرار قضائي.
وفجرت الحادثة موجة إدانات واسعة في العالمين الإسلامي والعربي، تخللها استدعاءات لسفراء السويد في عدد من الدول العربية.
الاتحاد الأوروبي دان أيضا الحادثة، مؤكداً أن إحراق أي كتاب مقدّس يعتبر "استفزازاً علنياً وعملاً وقحاً".
وقال الاتحاد: "لا يعكس الفعل بأي حال من الأحوال وجهات نظر الاتحاد الأوروبي، وحرق القرآن الكريم، أو أي كتاب مقدس، هو عمل عدائي وفيه قلة احترام واستفزاز علني، ولا يوجد مكان في أوروبا للعنصرية وكراهية الأجانب وما يتعلق بذلك من تعصب".
ودانت الحكومة السويدية إحراق نسخة من المصحف الشريف، قبل أيام، واصفةً ذلك بـ"العمل المعادي للإسلام"، وذلك بعد موجة واسعة من الإدانات الدولية.
وفي أول أيام عيد الأضحى، انتشر مقطع فيديو يظهر فيه شاب وهو يمزق نسخة من المصحف الشريف عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحته الشرطة السويدية تصريحاً بتنظيم الاحتجاج إثر قرار رسمي.
وأثار مقطع الفيديو غضباً واسعاً في جميع الدول العربية، واستنكر مغردون سماح السلطات في السويد القيام بهذه الأعمال التي وصفوها بـ"المتطرفة".
واستنكرت إيران بشدة حرق المصحف في السويد، ووصفت العمل بـ "الإجراء الاستفزازي وغير المدروس وغير المقبول"، واستدعت في إثره القائم بالأعمال السويدي احتجاجاً على سماح حكومة السويد للمتطرفين بإهانة المقدسات والقرآن الكريم.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد دان إحراق نسخة من المصحف، قائلاً إنّ "عدم احترام القرآن يعدّ جريمة في روسيا خلافاً لبعض الدول الأخرى".
وأعربت دول عدة عن استنكارها بشدة الإساءة إلى القرآن الكريم، محمّلة الحكومة السويدية المسؤولية، وقالت إنّ "الإساءة إلى القرآن جريمة تحريض عنصري غير مقبولة، ولا تمت بأي حال من الأحوال لحرية الرأي والتعبير والمعتقد".
وجدد الأزهر الشريف في مصر دعوته إلى كل الشعوب الإسلامية والعربية مقاطعة المنتجات السويدية، فيما ندّد الاتحاد الأوروبي، بهذه الخطوة، مؤكّداً أنّه "عمل مهين واستفزازي".
وهذه ليست المرة الأولى التي تسمح فيها السويد بحرق نسخ من المصحف الشريف، حيث سمحت الشرطة السويدية، في وقتٍ سابق، لرئيس حزب الخط الدنماركي المتطرف راسموس بالودان بتنظيم تظاهرة، وتسبب بالودان باندلاع أعمال شغب في السويد عندما قام بجولة في أنحاء البلاد وأحرق علناً نسخاً من المصحف.
المصدر: وكالات