ان قضية الأخلاق المهنية والمؤسساتية لا تحتل الأولوية المطلوبة في بلادنا حيث تعاني الأمة من الأعراض الجانبية للعولمة وانفتاح الأمم بعضها على بعض وسيطرة القيم الغربية عليها.
ولا تحتل الجامعات العربية والإسلامية مراكز متقدمة في الترتيب العالمي للجامعات وكذلك لا وجود لمراكز الأبحاث العربية والإسلامية في مصاف ترتيب الأوائل عالميا في إنتاج البحث العلمي. إلى أين يتجه بنا العلم؟ وهل مسموح لنا إطلاق العلم من عقاله ؟
الوجه الآخر لإعاقة مشروع انطلاقة الأمة إبقاؤها أسيرة تحديات الوجود عبر استثمار ثورات الشعوب على الأنظمة التي فرضتها أمريكا وحلفاؤها الغربيون وإبقاء إنسان اليوم في العالم الثالث أسير البحث عن في التهديد الدائم لأمنه وأمانه الاجتماعي.
إن الحضارة الغربية أخذت بعناصر الغريزة والعقل وأهملت الروح مطلقا. لقد انتصر الإنسان على المادة وتسيّد الكرة الأرضية لكنه يحتاج إلى نصر آخر أسمى وأشد أهمية وهو نصره على غرائزه، نصر على نفسه الأمارة وهذا النصر ليس مسألة نظرية سهلة فهو الحقبة الأصعب والجهاد الأكبر، في المفهوم الإسلامي، الرقيّ المادي والروحي هما وجهان للحياة الإنسانية يكمل أحدهما الآخر والمراد في أصل الوجود الإنساني على الأرض أن يكون ابن آدم خليفة الله على الأرض، وأن الإسلام يحث وبقوة شديدة المسلم على طلب العلم ويعتبر أن العلم سبيل النهوض فلماذا لا تبدأ عجلة النهوض الحقيقي بالدوران؟ الحقيقة أن للمشكلة وجهين : لا قيم وتطلعات جماعية للإنسان المسلم كافية لاستنهاضه والذهاب بآفاقه لنحو الأرقى والأسمى له وللامة، والوجه الآخر غياب القيادة الحقيقية ثم الرؤية والمشروع.
وأنتجت ايران رؤية علمية بلورها الإمام الخامنئي القائد من خلال خطب وكلمات قدمها تدريجا على امتداد عشرين عاما وكنا قد شاركنا في تظهيرها من خلال كتاب الرؤية العلمية لدى الامام الخامنئي "دام ظله الشريف" ، هذا الكتاب محاولة لتظهير رؤية الإمام الخامنئي الناجحة نظريا باستدلالها العملي، والقائمة على الربط المحكم بين قيم العلم العليا وموقعه في مشروع النهضة، جاعلة من العدالة قيمة ارتكازية تتفرع عنها سائر القيم في عملية تكافل وتضامن بين أفراد الأمة لتصل جميعا بالإنسان إلى مستوى خلافة الله تعالى على الأرض. وسنبين من خلال سطور الكتاب أن قضية أخلاقيات العلم لا تنحصر بقضية باحث ومشروع بحثي فقط كما أراد الغرب تصويرها وحصرها في هذا الإطار وإنما هناك المشكلة المفصلية المتمثلة بالنظام السياسي المحرك للأبحاث الكبرى وصاحب الموازنات الضخمة وحقيقة ونوعية مشروعه الكامن وراء صناعة مشاريع البحث وتمويلها وتوجيهها.
لمطالعة الكتاب كاملا الضغط على الرابط التالي