ألقابه: بقية اللّه، الحجة، الخلف الصالح، الشريد، الغريم، القائم، المهدي، المنتظر، الماء المعين.
كنيته: أبو القاسم.
عمره الشريف: لا يزال حياً إلى أن يشاء اللّه وسوف يظهر بإذن اللّه في يوم من الأيام ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً.
التمهيد
﴿ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُون﴾1.
إن الاعتقاد بوجود مصلح إلهي وعالمي موجود في كثير من المذاهب والأديان فليس مقصوراً على الشيعة، وإن كنا نتميز عن غيرنا بأن هذه الفكرة لم تعد فكرة ننتظر ولادتها، ونبوءة نتطلع إلى تحققها، بل واقعاً قائماً ننتظر فاعليته، وإنساناً معيناً يعيش بيننا بلحمه ودمه نراه ويرانا ويعيش مع امالنا والامنا ويشاركنا أحزاننا، وأفراحنا، ويشهد كل ما تزخر به الساحة على وجه الأرض من عذاب المعذّبين وبؤس البائسين وظلم الظالمين، وقد قدر لهذا الإمام القائد المنتظر أن لا يعلن عن نفسه، ولا يكشف للاخرين حياته على الرغم من أنه يعيش معهم، انتظاراً للحظة الموعودة.
وقد ورد في الأحاديث الشريفة الحث المتواصل على انتظار الفرج.
وهكذا نلاحظ أن وجود الإمام أعطى الفكرة زخماً جديداً، وجعل منها مصدر عطاء وقوة بدرجة أكبر، إضافة إلى ما يجده أي إنسان رافض من سلوة وعزاء وتخفيف لما يقاسيه من الام الظلم والحرمان حين يحس أن إمامه وقائده يشاركه هذه الالام ويشعر بها فعلاً بحكم كونه إنساناً معاصراً يعيش معه وليس مجرد فكرة مستقبلية2.
الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في العقيدة الإسلامية
إن الاعتقاد بأن لهذه الأمة مهدياً ليس مورداً للاختلاف بين المسلمين باختلاف مذاهبهم، ويرجعون هذه المسألة إلى أحاديث النبي صلى الله عليه وآله التي ثبت صحة صدورها عنه صلى الله عليه وآله.
الإمام المهدي في الغيبة الصغرى
للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف كما نعلم غيبة صغرى، وكبرى.
الغيبة الصغرى يقصد بها الفترة التي بدأت باستشهاد الإمام العسكري عليه السلام وتسلم الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف مهام الإمامة بعده وقد تم اتصاله بقواعده الشعبية عبر السفراء الأربعة وهم:
الأول: عثمان بن سعيد، مدة سفارته حوالي خمس سنوات.
الثاني: محمد بن عثمان حوالي أربعين عاماً، توفي سنة 305 للهجرة.
الثالثة: الحسين بن روح واستمر واحداً وعشرين سنة.
الرابع: علي بن محمد السمري، وبقي في السفارة ثلاثة سنين وتوفي عام 329هـ 6 .
الإمام المهدي في الغيبة الكبرى
كانت وفاة علي بن محمد السمري إيذاناً بإبتداء عصر الغيبة الكبرى وكان التوقيع الصادر عن الإمام عليه السلام إلى علي بن محمد قبل وفاته بستة أيام هو الإعلان عن انتهاء فترة الغيبة الصغرى. ونص التوقع المبارك هو:" بسم اللّه الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري، أعظم اللّه أجر إخوانك فيك، فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توصِ إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة فلا ظهور إلا بإذن اللّه تعالى ذكره، وذلك بعد طول أمد وقسوة القلب وامتلاء الأرض جوراً. وسيأتي لشيعتي من يدعي المشاهدة قبل خروج السفياني، والصيحة فهو كذاب مفتر ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم"