يعدّ القارئ الراحل "الشيخ شعبان عبد العزيز الصياد" من القراء المصريين البارزين، الذي يتميز أسلوب تلاوته بالحماسية والشعبية.
و"شعبان عبد العزيز الصياد" (20 سبتمبر 1940 ـ 29 يناير 1998) قارئ قرآن مصري ويعد أحد أعلام هذا المجال البارزين، من مواليد قرية "صراوة" مركز "أشمون" بمحافظة "المنوفية" المصرية.
وتعرف هذه القرية بقرية القرآن الكريم حيث تتميز بكثرة الكتاتيب والمحفظين الأجلاء الذين حفظ وتخرج على أيديهم بعض الأعلام والمشاهير بمصر وفي مقدمتهم الشيخ شعبان الصياد.
فقد نشأ الشيخ شعبان عبد العزيز الصياد في بيت ملئ بآيات الله عن أب يمتلك صوتاً جميلاً عذباً. فورث الشيخ شعبان الصياد هذا المسلك حيث كان يتردد بانتظام على كتاب القرية (كتاب الشيخ غريب محمد جاد) الذي تخرج من كتابه العديد من المشاهير كما ذكرت.
وقد كان الشيخ شعبان الصياد متميزاً بين أقرانه في الكتاب حيث كان الأسرع حفظاً والأجمل صوتاً، وأتم حفظ القرآن الكريم كاملاً وهو في السابعة من عمره وبعدها انتقل لتعلم احكام التجويد والقراءات على يد الشيخ جاد أبوغربية أحد القراء المعروفين في هذه الفترة وكان من علماء القراءات في ذلك العصر.
وأتم "شعبان عبد العزيز الصياد" المرحلة الابتدائية وكان وقتها قد عرف في البلدة كلها بحلاوة صوته وعذوبته وتمكنه من التلاوة السليمة الصحيحة. فبدأ يظهر في المناسبات العامة على أثر دعوات من أصحابها وهو في سن الثانية عشرة. ثم أكمل دراسته بالمعهد الديني بمدينة "منوف" بمحافظة المنوفية وكان أثناء هذه الدراسة يذهب الى المناسبات المختلفة في مدينة منوف والقرى المجاورة لها حيث أتم دراسته الثانوية والتحق بجامعة الأزهر.
وأتم الشيخ شعبان الصياد تعليمه الجامعي وتخرج من كلية أصول الدين شعبة العقيدة والفلسفة وحصل على الليسانس بدرجة جيد جداً في عام 1966، وبعد ذلك، شارك في امتحان القبول بإذاعة القرآن المصرية عام 1975 والتحق بالإذاعة بعهد نجاحه في اختبار الدخول.
وقام بتلاوة القرآن في أكبر وأشهر مساجد مصر مثل مسجد الامام الحسين (ع) ومسجد السيدة زينب (ع) في القاهرة، بالإضافة إلى أنه سافر الى عدة دول مثل الكويت والإمارات والأردن وإيران، سوريا، والعراق وإندونيسيا وإنجلترا وفرنسا وأمريكا لتلاوة القرآن في المحافل القرآنية التي كانت تقام في هذه الدول.
وكان الأستاذ شعبان عبد العزيز الصياد يعتبر "الأستاذ مصطفى إسماعيل وأبو العينين شيشع ومحمود علي البنا" من المحفزين الرئيسيين الذين شجّعوه على تلاوة القرآن كما أن الحماسة والشعبية تعدّان من أهم مزايا وسمات أسلوب تلاوته.
ورشح للعمل بالسلك الجامعي كمحاضر بالكلية ولكنه رفض وكان رفضه من أجل القرآن الكريم حيث قال: "إن الجامعة وعمله بها كمحاضر وأستاذ سيجعل عليه التزامات تجاه الجامعة والطلبة مما يعيقه عن رسالته التي يعشقها ويؤمن بها وهى تلاوة القرآن الكريم".
وذهب إلى الكويت برفقة الشيخ مصطفى غلوش والشيخ محمد محمود الطبلاوي حيث قاموا هناك بتلاوة القرآن خلال شهر رمضان المبارك كما تم تسجيل ختمة كاملة في ترتيل القرآن بصوت هولاء القراء الثلاثة.
ولبى الصياد نداء ربه وفاضت روحه الطاهرة الى بارئها 29 يناير عام 1998 للميلاد حيث حضر الجنازة جمع غفير من جميع المحافظات المصرية ونقلت القناة السادسة بالتلفزيون مشهد الجنازة العظيمة وأذاعته مباشرة إذاعة القرآن، كما حضر العزاء جمع كبير من القراء على رأسهم نقيب القراء الشيخ شعيشع والشيخ غلوش والشيخ الطبلاوى والشيخ محمد الطوخ.