لن يفلحوا في حرق القرآن الذي في الصدور
قال "الشيخ يوسف أبو سنينه" إمام وخطيب المسجد الأقصى، إن حرق القرآن الكريم تعبير عن "كراهية" للإسلام والمسلمين، وهيهات أن يفلحوا في حرق المصاحف التي في الصدور.
ودعا أبو سنينه في مقابلة مع وكالة الأناضول للأنباء الدول العربية والإسلامية إلى "سحب سفرائها من الدول التي تسمح بهكذا اعتداءات".
وقال: "القرآن كلام الله ومن يعاديه يعادي رب العالمين، وبعض الناس الذين يحرقون القرآن إنما يحرقون أنفسهم قبل أن يحرقوا القرآن".
واعتبر إمام وخطيب المسجد الأقصى إن "حرق القرآن الكريم هو دليل عداء للإسلام والمسلمين".
وأضاف: "إلى عصرنا الحاضر ما زال أعداء الإسلام يحاربون المسلمين والإسلام والنبي صلى الله عليه وسلم، فتارة يتهجمون على الرسول وتارة أخرى يتهجمون على القرآن ويحرقوه".
واستدرك الشيخ أبو سنينه: "ولكن القرآن هو كلام الله وهو دستور المسلمين وسيبقى خالداً إلى قيام الساعة، وإن حرقوه في الصحف فلن يستطيعوا أن يحرقوا القلوب التي حوت القرآن وحفظته، فالقرآن في قلوب المسلمين".
وأضاف: "لو نظرت في بلاد المسلمين لوجدت مئات آلاف ممن يحفظون القرآن عن ظهر قلب، فالقرآن كلام الله ولم يدخل إليه التحريف ولا التبديل ولا التغيير وسيبقى على مر الزمان خالدا في قلوب المسلمين وفي ألسنتهم".
وتابع خطيب المسجد الأقصى: "وأكبر دليل على هذا قراءة المسلمين للقرآن الكريم في الصلوات الجهرية، في صلوات المغرب والعشاء والفجر، حيث يقرأ عن ظهر قلب".
وأدان إمام وخطيب المسجد الأقصى سماح بعض الدول مثل السويد وهولندا والدنمارك لمتعصبين بحرق القرآن وتمزيقه.
وقال أبو سنينه: "هؤلاء أناس متعصبون، وللأسف الشديد، فإن بعض الحكومات تعطي التصاريح لهذه الأفعال باعتبارها من الديمقراطية، هذه ليست ديمقراطية وإنما حقد وهو عداء لأمة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها".
وأضاف: "للأسف الشديد فإن هؤلاء الناس الذين يقومون بحرق القرآن حصلوا على تصاريح رسمية من دولهم، ولكننا نقول لهم سيبقى القرآن خالداً في قلوب المسلمين وفي صلواتهم وفي أدعيتهم فهو قرآنهم وهو صلة الإنسان بربه فلا يستطيع الإنسان أن يقف بين يدي الله إلا أن يقرأ القرآن".
واستنكر أبو سنينية "صمت مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة على هذه الاعتداءات"، وقال: " لا فائدة من مجلس الأمن والأمم المتحدة على مر الزمان".
ودعا الشيخ أبو سنينه الدول العربية والإسلامية إلى "القيام بخطوات عملية للرد على هذه الاعتداءات بما في ذلك استدعاء السفراء واستدعاء المسؤولين الكبار في الدول التي تجري فيها هذه الاعتداءات".
وقال: "مطلوب من الدول العربية والإسلامية أن تقوم بخطوات عملية على الأرض بما في ذلك استدعاء السفراء والمسؤولين الكبار من الدول التي تمارس فيها هذه الاعتداءات".
وأضاف إمام وخطيب المسجد الأقصى: "الحكومات العربية والإسلامية تكتفي بعبارات التنديد والاستنكار ولكن مطلوب منها اتخاذ خطوات عملية بمستوى الاعتداء".
وفي لاهاي، حرق زعيم جماعة بيجيدا المتطرفة المناهضة للإسلام في هولندا إدوين واجنسفيلد، الاثنين، نسخة من القرآن الكريم بعد تمزيقها وتدنيسها، مكررا ما فعله قبل نحو 3 أشهر من توقيفه أثناء قيامه بحرقه أيضاً.
والسبت في ستوكهولم، حرق زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي، نسخة من القرآن قرب سفارة تركيا بالعاصمة السويدية، وسط حماية مشددة من الشرطة منعت اقتراب أي أحد منه أثناء ارتكاب فعلته.
وأثار الاعتداء على القرآن الكريم في الدنمارك وهولندا استنكارا واسعا في العالم الإسلامي وانتقدته عواصم عديدة بينها أنقرة وشهدت دول منها تركيا وباكستان وأفغانستان احتجاجات شعبية منددة، فيما دعت مؤسسة الأزهر الشريف في مصر إلى مقاطعة المنتجات الهولندية والسويدية.