في مثل هذا اليوم من عام 2021 للميلاد رحل عن عالمنا القارئ الشيخ عبد العليم فصادة، والذي كان يُعد أحد أشهر وأقدم قراء القرآن الكريم في محافظة "كفر الشيخ" المصرية، وعضو نقابة القراء.
الشيخ عبد العليم فصادة وافته المنية في 16 يناير 2021، عن عُمر ناهز الـ73 عاماً، إثر وعكة صحية ألمت به قبيل وفاته، بعد رحلة عطاء حافلة فى خدمة كتاب الله، ويحل يوم أمس الاثنين الذكرى الثانية على رحيله.
وبحسب ما ذكره السيد عبد العليم فصادة، نجل القارئ الراحل الشيخ عبد العليم فصادة، لـ«الوطن»، فإن والده الشيخ عبد العليم فصادة وُلد في مدينة بيلا، بمحافظة كفر الشيخ، عام 1947، وأتم حِفظ القرآن الكريم فى سن العاشرة في كتّاب الشيخ «طاهر المعداوي» ببيلا، ثم واصل تجويد القرآن على يد الشيخ يوسف شتا، وعمل مُحفظا بالأزهر الشريف يُدرس القرآن الكريم وعلومه، كما عُين قارئاً للسورة بمسجد المعداوى، أحد أشهر وأقدم مساجد مدينة بيلا.
وأكد «فصادة»، أن والده زار العديد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية، على مدار السنوات الماضية لإحياء أيام وليالي شهر رمضان المُبارك، بتكليف من وزارة الأوقاف المصرية، ومنها دول: «فلسطين، وجزر القمر، والبرازيل، وإسبانيا، وألمانيا»، كما فاز بمسابقات قرآنية خاصة بالأوقاف على مستوى مصر، وقرأ بصُحبة عدد كبير من مشاهير القُراء فى مصر، منهم: الشيخ راغب مصطفى غلوش، والشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي، وكان صديقاً وقريباً من القارئ الطبيب أحمد نعينع.
ويروي «فصادة»، أن والده الشيخ عبد العليم فصادة أحيا ليالي شهر رمضان المبارك في المسجد الأقصى المبارك بدولة فلسطين: «والدي زار دولة فلسطين عام 1999 بصُحبة القارئ الشيخ محمود صديق المنشاوي، وطُلب بالاسم من الشيخ عكرمة سعيد صبري، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، وأحيا ليالي شهر رمضان بالمسجد الأقصى المبارك، وهو يُعد من القراء القلائل الذين زاروا المسجد الأقصى وقرأوا به".
وأوضح «فصادة»، إن يوم والده كان يبدأ بصلاة الفجر، ثم يجلس يقرأ ما تيسر من القرآن الكريم، وكان يختم القرآن قراءة بصفة دورية، ويراجعه على نفسه، حتى أنه يوم وفاته كان يرتل القرآن، مستطردا: «كان قلبه معلقاً بالقرآن الكريم، وعاش حياته من أجل القرآن، وكان مشهوراً في محافظة كفر الشيخ والمحافظات المجاورة، وشهد له الجميع بحُسن الصوت، والتميز فى الأداء، وكان خير سفير للقرآن الكريم في مُعظم بلاد العالم بشهادة الجميع."
كان متعلقاً بأحفاده
وأفاد «فصادة»، أن والده الشيخ عبد العليم فصادة كان متعلقاً بأحفاده، وكان يجلس معهم أطول فترة ممكنة: «كان متعلقاً بأولادي إبراهيم، وعبد العليم، والذي سُمي علي اسمه، ومريم، وكان يعشقهم ويعشقونه، ويعتبرونه والدهم الحقيقي، وكان يستمتع بالجلوس معهم لأطول فترة ممكنة هم وأصدقائهم، وما زالنا جميعاً في حالة حزن شديدة عليه رغم وفاته منذ عامين".
وعن اللحظات الأخيرة في حياة الشيخ عبد العليم فصادة، يتابع نجله: «كان مريضاً بمرض في القلب ومع ذلك كان حريصاً على تلاوة القرآن الكريم رغم نصيحة الأطباء له بالتوقف عن القراءة حتى لا يجهد قلبه، وكان يتمنى أن يموت وهو يرتل القرآن الكريم، وكانت له بعض المنح الربانية، حيث تنبأ بوفاته وذكر لنا يوم وفاته أنه سيموت بعد ساعتين، وبالفعل نطق الشهادة وتوفي في نفس الموعد الذي ذكره، وكان وجهه مبتسماً، وأسأل الله العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يجعل القرآن الكريم شفيعاً له يوم القيامة".