أجاب الاستاذ هاشم الضيقة حيث وضح ذلك جلياً : لا بد ان تراعى مسألة اساسية في مقام تحليل هذه الظاهرة ، ظاهرة الصلح وهي الموقف على اساس الحكمة . يعني اذا اردنا ان نحلل اي موقف لا ينبغي ان ننظر الى الموقف الى انه صلح او حرب او سلم او غيره ... لا بد ان ننظر في الموقف بالامور والفرص التي يفوتها على العدو .
اذا اتضحت هذه القاعدة نأتي الى مسألة صلح الامام الحسن (ع) فإن الموقف الذي اتخذه الامام الحسن(ع) كان موقف الحرب في البداية لذلك قال في رسالته التي ابرقها الى معاوية " وإن أنت ابيت الا التمادي في غيك سرت إليك بالمسلمين فحاكمتك حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين ".
ولكن نعم لقد كان في الجيش من الحماسة ما يكفي حتى يظن ان مع هذه الحماسة يستطيع الجيش ان ينتصر على معكسر الكفار . لو انهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه يوم التقت الفئتان ولكنهم خذلوا وهانوا وضعفوا فباع بعضهم ضميرهم الى معاوية وتأثر الآخرون بالفتن والاراجيف التي اثارها معاوية وبقيت ثلة ضئيلة من المخلصين الموالين للامام الحسن (ع)، حتى تضائل عدد جيش الامام الحسن (ع) الى ان بلغ عدد جيش الخصم جيش العدوخمس واربعون ضعفاً .
هذه ما صرح به الشيخ راضي آل ياسين في كتابه (صلح الحسن) اذاَ السبب الاول الذي دفع الامام الحسن (ع) للصلح هو ضعف وخذلان الجيش لذلك قال الامام الحسن عليه السلام : والله لو وجدت انصاراً لقاتلت معاوية ليلي ونهاري .
السبب الثاني يمكن بيانه من جهة ان الغرض الذي توخاه معاوية وراء عرض الصلح ، أنه كان يريد ان يبرز امام المسلمين ان الذي يريد الدم والحرب هو الامام الحسن عليه السلام واما معاوية يريد الصلح.
ولكن الامام الحسن عليه السلام فوت عليه هذه الفرصة بل حول هذا التهديد الى فرصة من خلال ماذا؟ ماذا فعل الامام ؟ قام بإغراق الاتفاق ببنود بحيث لا يستطيع معاوية معها الا ان ينقضها فتتحول ويتحول نقض هذه البنود الى لعنة تلاحق بني أمية .
السبب الثالث هو حفظ الشيعة لذلك قال الامام الحسن عليه السلام : ما اردت بمصالحة معاوية الا ان ادفع عنكم القتل .
لمشاهدة المزيد من برنامج اسئلتكم تابعونا عبر صفحتنا على يوتيوب.