مع هذا الدم و كما مع كل شهيد من شهدائنا العظام والكبار والأحبة والأعزة، نحن واياكم یا شعب المقاومة ایها الصابرون، أيها الصادقون، أيها المحتسبون . یا اشرف وأكرم الناس وأطهر الناس سنواصل الطريق، لن تضيع دماء الشهداء، وسننتصر في نهاية المطاف.
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد:
بسم الله الرحمن الرحيم: وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴿۱۶۹﴾ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿۱۷۰﴾ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ .صدق الله العلي العظيم.
إن سنوات من الجهاد الخالص والشجاع في ساحات مقارعة شياطين وأشرار العالم، وأعوام من تمني الشهادة في سبيل الله بلغت أخيرا سليماني العزيز هذه المنزلة الرفيعة، إذ سفكت دماؤه الطاهرة على يد أشقى أفراد البشر على وجه الأرض ، فقد أمضى جل عمره بالجهاد في سبيل الله، الشهادة كانت جراء مساعيه الحثيثة طوال كل هذه الأعوام. سوف لن يتوقف عمله ونهجه برحيله بحول وقوة من الله، ولن يبلغ طريقا مسدودا. لكن الانتقام القاسي سيكون بانتظار المجرمين الذين تلوثت ايديهم القذرة بدمائه ودماء سائر شهداء حادثة الليلة الماضية. الشهيد سليماني شخصية مقاومة عالمية وأن جميع محبيه يطالبون بالثار لدمائه. فليعلم جميع الأصدقاء والأعداء أيضا أن نهج الجهاد في المقاومة سيستمر بدوافع مضاعفة وأن النصر الحاسم سيكون حليف مجاهدي هذا المسار المبارك، فقدان قائدنا المضحي والعزيز مرير لكن استمرار النضال وتحقيق النصر النهائي سوف يكون أشد مرارة على القتلة والمجرمين.
حقق الحاج قاسم سليماني، الأخ الحبيب والعزيز، غاية أماله وأمانيه، دائماً في ذكريات الشهداء كنت أقول: الشهادة عند المجاهدين وعند القادة يُريدون للأمة الخير والحياة الهانئة، والسعادة في الدنيا والآخرة والعزة والكرامة والقوة والمنعة، والعيش في طيبات الله وفي خلال الله ، في كثير من اللقاءات كان يقول لي: ضاق صدري في هذه الدنيا من شدة شوقي للقاء الله وللشهداء الذين مضوا إخوته وأصدقائه وأحبائه الذين عاش معهم وقاتل معهم وتألم معهم وعانى أغلبهم مضوا، وكان مشتاق جدا للالتحاق بهم.الحدث الكبير والعظيم، ماذا حصل ؟ ولماذا حصل ؟ ولماذا الحاج قاسم سليماني ومعه مهدي بالذات؟ ماهي الأهداف؟ المنطقة إلى أين؟ وما هو الموقف وما هو الواجب وما هي المسؤولية؟
هناك أمران: فشل كل محاولات الاغتيال السابقة من دون بصمة من دون دليل حصلت محاولات عديدة بعض المحاولات كشف عنها لاغتيال الحاج قاسم . بعض المحاولات لا تزال في طي الكتمان واخر المحاولات شاهدوا العقل الشيطاني الجهنمي الذي يعمل به الامريكيين والاسرائیلین.الله سبحانه وتعالي اجل له وحماه وحرسه واختار له هذا النوع من الشهادة كما قال سماحة السيد القائد : وانه هو لائق بهذا النوع من الشهادة . بهذا المستوى من الشهادة ، اذا، فشل كل محاولات الاغتيال السابقة من دون بصمة من دون دليل، ألجأهم الى الذهاب الى العمل العلني والمكشوف.
ب- الأمر الثاني الذي له علاقة بالدوافع أيضا للإقدام في هذا التوقيت وبهذا العمل المفضوح والعلني، هو مجموعة الأوضاع والظروف التي تعيشها منطقتنا والإخفاقات والإنجازات ومحصلة الصراع القائم وصولا إلى تطورات الوضع في العراق الأخيرة ونحن على أبواب انتخابات رئاسية أميركية.
لماذا قاسم سليماني عندما يذهبون إلى محور المقاومة أينما ذهبوا يوجد واحد متكرر اسمه قاسم سليماني . نذهب الي فلسطين . الى غزة. الى المقاومة الفلسطينية وإلى فصائل المقاومة الفلسطينية بالسلاح والتدريب والامكانات التكنولوجية. يأتون إلى لبنان والمقاومة وتحرير ال2000 وحرب ال2006 وتعاظم قوة المقاومة في لبنان وقدراتها الصاروخية والنوعية والصواريخ الدقيقة وثباتها وصلابتها يجدون قاسم سليماني، يذهبون إلى سوريا تراهن أميركا وإسرائيل على الإرهابيين التكفيريين، فإلى جانب الجيش والشعب في سورية والقيادة في سورية يجدون قاسم سليماني، يريدون السيطرة على العراق واللعب في العراقيين من خلال داعش العشرات السنين يجدون قاسم سليماني، يراهنون على تمزيق العراقيين فيجدون أن هناك من يجمعهم ومن ينسق بينهم ومن يوحدهم فيجدون قاسم سليماني، في اليمن يجدون قاسم سليماني، في افغانستان يجدون قاسم سليماني، في كل تفصيل من تفاصيل المقاومة يجدون قاسم سليماني، وأما في إيران فمن نافل القول، ماذا يعني قاسم سليماني لإيران؟ هذا يعرفوه.
إسرائيل تعتبر قاسم سليماني الرجل الأخطر عليها منذ تأسيسها. تتحدث عن قاسم سليماني الذي أحاط كيان العدو الغاصب بالصواريخ في كل المنطقة. تتحدث عن قاسم سليماني، الخطر الوجودي على بقائها وعلى كيانها، وكانت لا تجرؤ على قتله. كانت تستطيع أن تقتله في سورية، لأن حركته في سورية كانت علنية ومكشوفة، أماكن تواجده في الجبهات وفي البوكمال، لم تجرؤ، لجأت إلى الأميركيين، إذا النقطة المركزية التي تمثل نقطة تواصل وترابط وقوة ووحدة المسار ووحدة الهدف التي تبعث روحاً واحدة في دول وقوة وفصائل وشعوب المقاومة كانت تتجسد بقاسم سليماني، إذا لنقتل هذا الرجل، ولنقتله علناً، علناً لان الموضوع هادف وليس لأنه بالمجان أو استعراض إعلامي، بل لأن له أهداف معنوية ونفسية وسياسية وعسكرية. نحن يجب أن نضع اهداف الاغتيال لأن هنا عندما تتكلم عن الانتقام والثأر وعن القصاص العادل: هنا القصاص العادل،
هناك مشروع الهيمنة الاسرائيلية على منطقتنا وعلى مقدساتنا من خلال تثبيت إسرائيل والغاز والخيرات الموجودة في كل المنطقة . والمشروع الآخر هو مشروع المقاومة مشروع الاستقلال مشروع السيادة والتحرر والحرية مشروع أن تكون خیرات شعوبنا لشعوبنا ومقدسات أمتنا لأمتنا.أول رد من حركات المقاومة هو التالي:
أن شهادة الحاج قاسم والحاج ابو مهدي وهؤلاء الأخوة سيشكل حافزاً اضافياً قوياً ودافعاً هائلاً لنا لنتقدم نحو الأهداف، لأننا نشعر أننا على مفترق انتصار تاريخي واستراتيجي كبير على مستوى المنطقة.والأمر الثاني على عاتق قوى المقاومة أن تتعاون وتتناسق وتستمر في الجهد لتعظيم قوتها وقدراتها. قاسم سليماني يعني الأمة، ليس قضية إيرانية فقط، الإيرانيون يريدون أن يردوا، أين يردوا؟ كيف يردوا؟ ومتى يردوا؟
نحن يجب أن نذهب جميعاً الی القصاص العادل هو ما يلي بشفافية ووضوح، الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، الوجود العسكري الأمريكي في منطقتنا القواعد العسكرية الأمريكية، البوارج العسكرية الأمريكية، كل ضابط وجندي عسكري أمريكي في منطقتنا وفي بلادنا وعلى أراضينا، الجيش الأمريكي هو الذي قتل هؤلاء وهو الذي سيدفع الثمن، هذه هي المعادلة.المعركة والمواجهة والقصاص العادل للذين نفذوا وهم مؤسسة اسمها الجيش الأمريكي هي التي نفذت عملية القتل والاغتيال يبقيها في دائرة المعركة المشروعة، الطبيعية، رد الفعل على المجرمين القتلة المحتلين.
أما إذا ذهبت قوى المقاومة وشعوب المنطقة بهذا الاتجاه، أنا أقول لكم، الأمريكيون سيخرجون من منطقتنا مذلولین مهزومین مرعوبین ،مرهوبين كما خرجوا في السابق.عندما تخرج أمريكا من المنطقة سيجمع هؤلاء الصهاينة ثيابهم في حقائبهم ويرحلون. قد لا نحتاج إلى معركة مع إسرائيل.ساختم بالقول ترامب الجاهل والذين معه من الحمقى هم لا يعرفون ماذا فعلوا، يبدو أنهم لا يعرفون ماذا فعلوا هؤلاء الحمقى والجهلة لا يعرفون ماذا فعلوا الأيام ستكشف . أنا أقول لهم، أستعير بعض أدبيات السيدة زينب(ع) ، يا ترامب ويا أمريكيين: أي دم لنا سفكتم؟! أي دم لنا سفكتم؟! وأي كبد لنا فريتم؟! هذا ليس كأي دم، وهذا ليس كأي کبد، هذه قصة مختلفة. اليوم القصاص العادل من أجل قاسم سليماني هو القصاص العادل من أجل عماد مغنية، ومن أجل عباس الموسوي ومن أجل راغب حرب ومن أجل مصطفى بدر الدين ومن أجل أبو مهدي المهندس ومن أجل كان شهداء هذه الأمة.
ولمطالعة كتاب اخر عن الشهيد قاسم سليماني انقر هنا