إلهي! لقد تخلّفت عن قافلة رفاقي
إلهي! أيّها العزيز! لقد تخلّفت لسنوات عن القافلة، وقد كنتُ دوماً أدفع الآخرين إليها، لكنّي بقيت متخلّفًا عنها، وأنت تعلم أنّي لم أستطع أبداً نسيانهم، فذكراهم وأسماؤهم تتجلّى دائماً لا في ذهني بل في قلبي وفي عينيّ المغرورقتين بدموع الحسرة.
عزيزي! جسمي يوشك على أن يعتلّ ويمرض، كيف يُمكن أن لا تقبل من وقف على بابك أربعين سنة؟ يا خالقي، يا محبوبي، يا معشوقي الذي لطالما طلبتُ منه أن يغمر وجودي بعشقه، أحرقني وأمتني بفراقك.
يا عزيزي! لقد تهتُ في الصّحاري نتيجة اضطرابي وفضيحتي وتخلّفي عن هذه القافلة؛ وأنا أتنقّل من هذه المدينة إلى تلك المدينة ومن هذه الصّحراء إلى تلك الصّحراء في الصّيف والشّتاء بدافع أملٍ [يخالج قلبي]. أيّها الحبيب والكريم، لقد عقدتُ الأملَ على كرمك، وأنتَ تعلم أنّي أحبّك. وتعلم جيّدًا أني لا أريد سواكَ، فدعني أتّصل بك.
إلهي، الخوف يغمر كلّ وجودي. أنا عاجزٌ على لجم نفسي، فلا تفضحني. أقسم عليك بحرمة أولئك الذين أوجبت حرمتهم على ذاتك، ألحقني بالقافلة التي سارت إليك قبل أن أكسر الحرمة التي تخدش حرمتهم.
يا معبودي، ويا عشقي ومعشوقي، أحبّك. لقد رأيتكَ وشعرتُ بك مرّات عديدة، ولا أقدر على البقاء بعيدًا عنك. إذن، اقبلني، لكن بالنّحو الذي أكون فيه لائقًا للإتصال بك.