خاص الكوثر- أسئلتكم
هذه المقولة "العلم يدعو للإيمان" التي استلهمها البعض لكتاب يستدل به على وجود الله والايمان بهدف للخلق، أو التي جسدها بعض الباحثين في كتاب تحت عنوان "العلم في منظوره الجديد"، وفحوا هذه المقولة انهم يريدوا ان يقولوا "نحن من خلال العلوم الطبيعية نستطيع ان نثبت وجود الله تعالى وان نثبت بان لهذا الكون خالقا وله هدف".
والضاف الاستاذ الضيقة، ان التحقيق هناك لحاظات ثلاث للمسألة، اللحاظ الاول ان ننظر للعلم لما هو قضايا ومسائل تجريبية وحسيّة (خاضعة للحس والتجربة) وفي مثل هذا اللحاظ سيكون العلم ساكتا عن مسائل إثبات وجود الله أو نفيه، إثبات وجود هدف للخلق أو نفيه، لان هذه من الامور الغيبية التي لا تطالها اداة الحس والتجربة والمختبرات.
وتابع بالقول: اللحاظ الثاني، ان ننظر الى العلم بما هو يحكي عن نظام جميل وبديع متناسق متناغم مع بعضه البعض، بحيث لا يكون هذا النظام متكاملا إلّا مع فرض وجود قوة ماورائية غيبية (إلّا مع فرض وجود إله)، وفي مثل هذا اللحاظ يكون العلم هاديا ومرشدا وموجها ومشيرا الى وجود إله.
واردف قائلا: ان نترقب من العلم ان يقدم لنا مقدمة مفادها ان هذا العالم بديع جميل فيه نظام مبدع ومدهش للانسان حتى يكاد يصل الى المعجزة، من خلال الاكتشافات العلمية يقدم لنا المقدمة الحسيّة، ثم يقدم مقدمة عقلية مفادها ان هذا النظام البديع لا يمكن ان يأتي صدفة، فيكون الدور العلمي تعزيزا للمقدمة الاولى (الحسيّة).
واوضح الاستاذ هاشم الضيقة ان جهود العلماء الطبيعيين تتمحور على اللحاظ الثاني، بينما تتركز جهود الحكماء والفلاسفة على اللحاظ الثالث، وفي كل من هذين اللحاظين يكون كلما علمنا اكثر عن هذا الكون والوجود الفسيح كلما ازداد وقوي إيماننا اكثر، ولذلك دعانا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم الى التأمل والتفكر في هذا الكون والعالم.. بسم الله الرحمن الرحيم ويتفكرون في خلق السماوات والارض . صدق الله العلي العظيم
بامكانكم مشاهدة المزيد من برنامج اسئلتكم تابعونا عبر صفحتنا على يوتيوب