بنو أمية يهدمون الكعبة المشرفة مرتين

الخميس 25 أغسطس 2022 - 11:57 بتوقيت غرينتش
بنو أمية يهدمون الكعبة المشرفة مرتين

اسلاميات-الكوثر: في مثل هذا اليوم السادس والعشرين من محرم الحرام عام 64 للهجرة احترقت ستائر الكعبة المشرفة وهدم سقفها وميلان جدرانها إثر رميها بمنجنيق الجيش الذي ارسله طاغية زمانه يزيد بن معاوية بن ابي سفيان بقيادة الحصين بن النمير بعد محاصرتها لمدة طويلة، حيث كان يتحصن في بيت الله عبد الله بن الزبير.

فبعد أن تمكّن عبدُ الله بن الزبير بن العوَّام من السيطرة على بلاد الحجاز، ورفض بيعةَ يزيد بن معاوية، جهّز الأخيرَ جيشًا من أهل الشام بقيادة مسلم بن عقبة وقصد بلاد الحجاز لمحاربة عبد الله بن الزبير، فدخل جيشُ الشّام سنة 63 هـ، إلى المدينة المنوّرة وفعلوا فيها ما لا يخطر على ذهن مسلم، فاستباح مسلم بن عقبة المدينةَ لجيشه ثلاثة أَيَّـام، فقتلوا وذبحوا ونكّلوا بكثير من الأصحاب وأبناء الأصحاب والتابعين، وَاغتصبوا النساء وهتكوا الأعراض، وسرقوا الأموال وَالأرزاق، وسمّيت هذه الحادثة بوقعة الحرّة.

ثمّ بعد ذلك وفي سنة 64 للهجرة، توجّـه جيش الشام إلى مكّة المكرمة التي كانت مقرّ الخلافة لــ عبد الله بن الزبير، قبل أن يصلوا إليها مات قائد الجيش، فخلفه الحصين بن النمير، فحاصر مكّة المكرمة بأهلها لمدّة طويلة، حتى تمكّن من السيطرة على بعض الجبال حول مكّة، ثمّ ضرب المسجد الحرام (الكعبة) الذي كان يتحصن فيه عبد الله بن الزبير، بالمِنْجَنيق ورماها بالنّيران، ممّا أَدَّى إلى احتراقها وزوال أعمدتها الخشبية، وميلان جدرانها، وبعد أن فشل جيش يزيد بن معاوية في السيطرة على مكّة المكرمة، عاد هذا الجيش للشام عندما علم بموت يزيد بن معاوية.

والمرّة الثانية التي هدّمت فيها الكعبة المشرفة حصل سنة 74 للهجرة، على يد “الحجاج بن يوسف الثقفي” بأمرٍ من الحاكم الأموي “عبد الملك بن مروان”.

فبعد هلاك “يزيد بن معاوية بن أبي سفيان” انتقل الحكم إلى ابنه “معاوية بن يزيد” ولكن لم يَدُم حُكْمُه طويلاً فتم قتلُه غيلةً لرفضه الحكم، ممّا ساعد على انتقال حكم بلاد الشام إلى طريد رسول الله (ص) “مروان بن الحكم” ومن بعده لابنه “عبد الملك بن مروان” الذي هدّم جيشه “الكعبة المشرفة” مرّة ثانية.

فعندما تولى “عبد الملك بن مروان” الحكم في بلاد الشام، جهّز جيشًا وأَمَّرَ عليه “الحجاج بن يوسف الثقفي”، ثمّ سيّره نحو بلاد الحجاز، وَبالتحديد إلى مكّة المكرّمة لمحاربة “عبد الله بن الزبير”.

فاتّجه هذا الجيش إلى مكّة المكرمة في فترة الحج، وحاصر أهلها أشدّ الحصار دام لأكثر من ستّة أشهر، ثمّ نصب المنجنيق على الجبال المحيطة بمكّة المكرمة، ورمى الكعبة وما حولها بالصخور الضخمة، حتى احترقت الكعبة وهُدِّم جزء منها جرّاء قصفها بالمنجنيق.

وبعد أن تمكّن جيشُ “الحجّاج بن يوسف” من خصمه، قَتل “عبد الله بن الزبير” وكل من بقي معه، وارتكب أشنع المجازر والجرائم في أهل مكّة.

لقد عمد حكام بين أمية على انتهاك حرمة بيت الله الحرام الذي جعله الله أمنا للناس بقوله تعالى: (وَإِذْ جَعَلْنَا ٱلْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَٰهِۦمَ مُصَلًّى ۖ وَعَهِدْنَآ إِلَىٰٓ إِبْرَٰهِۦمَ وَإِسْمَٰعِيلَ أَن طَهِّرَا بَيْتِىَ لِلطَّآئِفِينَ وَٱلْعَٰكِفِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ).

ألا لعنة الله على الظالمين الذي سخروا بأيات الله واستباحوا الحرمات في بيت الحرام.

تصنيف :