لكن هذه الممارسة غير أمنة وغير معترف بها، رغم أن هناك مزاعم بأن الحرارة المتأتية من الشمعة من المفترض أن تدفع شمع الأذن وشوائب أخرى خارج الأذن.
وتطرقت الكاتبة جينيفير هاوزن لتعريف هذه الممارسة، أي تشميع الأذن، وما إذا كانت آمنة، والعواقب الوخيمة التي من المرجح أن تنجر عنها.
ما هو تشميع الأذن؟
أوردت الكاتبة أن تشميع الأذن أو ما يعرف بإقحام شمعة مشتعلة على شكل مخروط بالأذن يعد علاجا بديلا يلجأ إليه البعض للتخلص من الشوائب والشمع العالق داخل الأذن، ويبلغ طول الشمعة المعتمدة خلال هذه الممارسة 10 إنشات، كما أنها مجوفة ومدببة.
ويعمد الشخص إلى إشعال نهاية الشمعة بعد إدخالها للأذن، علما بأنها عادة ما تصنع من نسيج منقوع في الشمع أو مزيج من المواد التي تكون عادة البرافين وشمع العسل.
وعند تطبيق هذه الممارسة، يستلقي الشخص على الجانب الأيمن أو الأيسر، ومن ثم تقحم شمعة داخل الأذن.
وبمجرد تثبيت الشمعة والحماية، سيعمد شخص ما إلى إشعال الشمعة لمدة تتراوح بين 10 و20 دقيقة.
وأكدت الكاتبة أنه لم يثبت علميا أي فوائد تذكر لتشميع الأذن، ولكن مصنعي الشمع المستخدم في خضم هذه العملية والممارسين لها يصرون على أن هناك العديد من الفوائد لتشميع الأذن، في الأثناء، يدعي بعض المصنعين أن هذه الممارسة من شأنها العلاج والمساهمة في شفاء أنواع من مرض السرطان، وهي ادعاءات تفتقر لأي دليل فعلي.
ويدعي مصنعو الشمع المخصص لتشميع الأذن وداعمو هذه الممارسة أن الشمعة المضاءة تخلق قدرا من الحرارة لتوليد حالة امتصاص من شأنها استخراج كل الشوائب وشمع الأذن العالقة بالقناة السمعية، ولكن هذه الادعاءات غير منطقية، ولا يوجد أي دراسة أو دليل في الوقت الراهن يثبت أن تشميع الأذن يحقق هذه الفوائد المزعومة.
وبينت الكاتبة أنه رغم أن الكثيرين لا يحبذون شمع الأذن لكنه يعد آلية تنظيف وتشحيم ذاتية، كما أنه مادة مضادة للبكتيريا التي قد تجتاح القناة السمعية، وعادة ما يعاني الذين لا يوجد داخل آذانهم كمية كافية من شمع الأذن من الجفاف والشعور بالحكة على مستوى الأذن، ومن المثير أن الأذن تتخلص تلقائيا من شمع الأذن العالق بالقناة السمعية أثناء القيام بحركات معينة مثل المضغ والبلع.
وفي المقابل، قد يتراكم شمع الأذن داخل القناة السمعية، ويحدث عادة إذا كان الشخص غالبا ما يحشر أصابعه بأذنيه مما يتسبب في دفع شمع الأذن إلى عمق القناة.
هل هي آمنة؟
وفقا لإدارة الغذاء والدواء الأميركية، يعد تشميع الأذن عملية غير آمنة، وقد دأبت هذه الإدارة على التحذير من مغبة الخضوع لعملية تشميع الأذن وضرورة الابتعاد عنها وأي منتجات على صلة بها منذ مطلع سنة 2010.
وتوجد العديد من المخاطر المرتبطة بتشميع الأذن، ولا يوجد أي فوائد مثبتة علمية بشأن هذه الممارسة.
ففي دراسة نشرت سنة 2015، انتابت آلام كبيرة طفلا يبلغ من العمر 16 سنة بعد أن خضع لعملية تشميع لأذنيه للتخلص من الحساسية، وبدأ سمعه يضعف تدريجيا، وقد استدعى الأمر عرضه على الطبيب الذي أزال العديد من مخلفات شمعة عالقة في طبلة الأذن.
وتأخذ إدارة الدواء الأميركية المخاطر الناتجة عن تشميع الأذن بشكل جدي. وبهذا الصدد، أرسلت تحذيرا لمصنعي وبائعي التجزئة الذين يعملون في مجال الشمع المخصص لعملية تشميع الأذن، كما حجزت كميات من المنتجات ذات الصلة، وقد شمل الأمر ممارسي عملية تشميع الأذن.
المخاطر والعواقب
وحذرت أبرز السلطات الصحية مثل إدارة الغذاء الأميركية من مخاطر استخدام الشمع في عملية تشميع الأذن على امتداد العديد من السنوات.
ومن بين المخاطر المحتملة والتبعات الكارثية:
-حرق الوجه أو الرقبة أو طبلة الأذن أو الأذن الوسطى أو القناة السمعية بسبب الشمع الساخن أو الرماد الذي قد يحدث حرقا.
-ثقب طبلة الأذن.
-سد الأذن بمخلفات الشمع.
-نزف الأذن.
-الإصابة بالتهابات ثانوية.
-المعاناة من ضعف السمع بشكل مؤقت.
-تطوير حالة التهاب الأذن الخارجية.
-الإضرار بالأذن الوسطى.
وأكدت الكاتبة أن هذه المخاطر تصبح أكثر حدة في حال خضع الأطفال لتشميع الأذن، حيث إنهم غالبا ما يتحركون أثناء عملية التشميع، مما قد يتسبب في سقوط الشمع الساخن أو الرماد خارج منطقة الحماية. فضلا عن ذلك، يملك الأطفال قنوات أذن أصغر حجما مقارنة بالبالغين، مما يجعلهم أكثر عرضة للانسدادات على مستوى الأذن.
ومن خلال ممارسة تشميع الأذن عوضا عن اللجوء إلى الرعاية الصحية، قد يتسبب الأفراد في جعل الالتهابات الخفية -أو أي مشاكل أخرى تستوجب تدخلا طبيا فعليا- تزداد سوءا.
وشددت الكاتبة على أنه يجب الانتباه إلى أن تشميع الأذن علاج بديل غير مثبت علميا، وبالتالي فهو غير آمن، وقد حذرت إدارة الدواء الأميركية الأفراد وحثتهم على تجنب تشميع الأذن خاصة أنها قد تكون خطيرة للأطفال والبالغين على حد السواء.