رفع الله تعالى منزلة العلم، فكانت أول آية بدأت بكلمة "اقْرَأْ" في سورة العلق ووصف الله تعالى نفسه بالأكرم، لأنه علَّم بالقلم، علّم الإنسان ما لم يعلم، وتتالت الآيات تعطي قدسيةً للحرف "ن"، ويقسم الله فيها بالقلم وما يسطرون، وفي الآية السابقة جعل الله تعالى الرفعة والمكانة العظيمة لمن تحقق فيه عنوانان: الإيمان والعلم.
من هنا رفع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بداية دعوته شعار إلزامية التعلُّم، وأن العلم ليس من باب الأدب المستحب، بل هو من الفرائض، فقد اشتهر عنه (ص): "العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" وفي سيرة رسول الله (ص) جعل فداء الأسرى تعليم الأميين القراءة والكتابة، وجعل مهر المرأة تعليمها آيات القرآن الكريم، وقد بيّن الرسول الكريم (ص) وأهل بيته (عليهم السلام) مكانة العلم وآثاره، فتحدَّثوا عن آثار دنيوية وأخروية.
الآثار الدنيوية
يمكن مقاربتها من خلال الحديث الوارد عن رسول الله (ص): "من غدا في طلب العلم أظلّت عليه الملائكة، وبورك له في معيشته، ولم ينقص من رزقه".
وكما الإمام علي (عليه السلام): "يا كميل، العلم خير من المال، العلم يحرسك، وأنت تحرس المال، والمال تنقصه النفقة، والعلم يزكو على الإنفاق".
الآثار الأخروية
نكتفي منها بما روي عن رسول الله (ص): "من أحب أن ينظر إلى عتقاء الله من النار، فلينظر إلى المتعلّمين فوالذي نفسي بيده ما من متعلّم يختلف إلى باب العالم إلا كتب الله له بكل قدم عبادة سنة، وبنى الله بكل قدم مدينة في الجنة، ويمشي على الأرض، وهي تستغفر له، ويمسي ويصبح مغفورًا له، وشهدت الملائكة أنّهم عتقاء الله من النار".
إقرأ أيضا: قبسات قرآنية (88).. (ولا تقف ما ليس لك به علم* إن السمع والبصر والفؤاد ..)