أقمار مع الامام الحسين (ع)... (18) الرضيع شهيدا

الثلاثاء 9 أغسطس 2022 - 06:04 بتوقيت غرينتش
أقمار مع الامام الحسين (ع)... (18) الرضيع شهيدا

النهضة الحسينية-الكوثر: قدم الامام الحسين (عليه السلام) أصغر أولاده قربانا لنصرة دين جدة محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله)، وهو عبد الله المعروف بالرضيع أو علي الأصغر، وأمه الرباب بنت امرئ القيس من بني كلب بن وبرة، هو أصغر شهيد بين شهداء كربلاء.

قال الرواي: ولما رأى الامام الحسين (ع) مصارع فتيانه وأصحابه وأهل بيته، عزم على لقاء القوم بمهجته، ونادى: ((هل من ذاب يذب عن حرم رسول الله (ص) ؟ هل من موّحد يخاف الله فينا ؟ هل من مغيث يرجو الله بإغاثتنا ؟ هل من معين يرجو ما عند الله في إعانتنا ؟ فارتفعت أصوات النساء بالعويل، فتقدم إلى باب الخيمة وقال لزينب: ناوليني ولدي الصغير حتى أودّعه، فأخذه، وأومأ إليه؛ ليقبله، فرماه حرملة بن كاهل الأسدي بسهم فوقع في نحره فذبحه في حجر أبيه الحسين (ع) ، فتلقى الامام (ع) دمه حتى امتلأت كفه ، ثم رمى به إلى السماء، ثم قال : " هَوَّنَ عَلَيَّ مَا نَزَلَ بِي أَنَّهُ بِعَيْنِ اللَّهِ "

قَالَ الامام محمد الباقر (عليه السَّلام) : " فَلَمْ يَسْقُطْ مِنْ ذَلِكَ الدَّمِ قَطْرَةٌ إِلَى الْأَرْضِ ".

عاقبة قاتله

قال المنهال بن عمرو: دخلت على الامام علي بن الحسين السجاد (عليهما السلام) عند منصرفي من مكة. فقال لي: يا منهال ما صنع حرملة بن كاهل الأسدي؟

فقلت: تركته حيا بالكوفة.

قال: فرفع يديه جميعاً، ثم قال عليه السلام: اللهم أذقه حر الحديد، اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ النار.

   قال المنهال: فقدمت الكوفة، وقد ظهر المختار بن أبي عبيدة الثقفي (رض)، وكان صديقي، فكنت في منزلي أياما حتى انقطع الناس عني، وركبت إليه، فلقيته خارجا من داره، فقال: يا منهال، لم تأتنا في ولايتنا هذه، ولم تهنئنا بها، ولم تشركنا فيها؟ فأعلمته أني كنت بمكة، وأني قد جئتك الآن، وسايرته ونحن نتحدث حتى أتى الكناس، فوقف وقوفاً كأنه ينظر شيئاً، وقد كان أخبر بمكان حرملة بن كاهل، فوجَّه في طلبه، فلم يلبث أن جاء قوم يركضون، وقوم يشتدون، حتى قالوا: أيها الأمير البشارة، قد أُخذ حرملة بن كاهل.

فما لبثنا أن جيء به، فلما نظر إليه المختار، قال لحرملة: الحمد لله الذي مكّنني منك، ثم قال: الجزّار الجزّار. فأوتي بجزّار، فقال له: إقطع يديه. فقُطعتا، ثم قال له: إقطع رجليه. فقطعتا، ثم قال: النّار النّار. فأتي بنار وقصب، فألقي عليه فاشتعل فيه النار.

    فقلت: سبحان الله!

    فقال (المختار) لي: يا منهال إن التسبيح لحَسَن ففيمَ سبّحت؟

    فقلت: أيها الأمير، دخلت في سفرتي هذه [وعند] منصرفي من مكة على علي بن الحسين عليهما السلام، فقال لي: يا منهال ما فعل حرملة بن كاهل الأسدي، فقلت: تركته حياً بالكوفة، فرفع يديه جميعاً، فقال: اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ الحديد، اللهم أذقه حرّ النار.

    فقال لي المختار: أسمعت علي بن الحسين عليهما السلام يقول هذا؟

    فقلت: والله لقد سمعته يقول هذا.

    قال: فنزل عن دابته، وصلّى ركعتين (شكرا لله على التوفيق في أخذ الثأر من قتلت الامام الحسين) (ع).

زيارة عبدالله الرضيع

جاء في زيارة الناحية المقدسة: (اَلسَّلاَمُ عَلَى عَبْدِ اَللَّهِ بْنِ اَلْحُسَيْنِ، اَلطِّفْلِ اَلرَّضِيعِ واَلْمَرْمِيِّ اَلصَّرِيعِ، اَلْمُتَشَحِّطِ دَماً، الْمُصَعَّدِ دَمُهُ فِي اَلسَّمَاءِ، اَلْمَذْبُوحِ بِالسَّهْمِ فِي حِجْرِ أَبِيهِ، لَعَنَ اَللَّهُ رَامِيه حَرْمَلَةَ بْنَ كَاهِلِ اَلْأَسَدِيَّ وذَوِيهِ).

إقرأ أيضا: أقمار مع الامام الحسين (ع)... (17) علي الأكبر (ع) شبيه الرسول (ص)