خرج مع الإمام الحسين (ع) من أبناء الإمام الحسن (ع) من المدينة إلى العراق ثمانية اقمار و هم: الحسن المثنى، عبد الرحمن، القاسم، عبد الله الأكبر، عبد الله الأصغر، عمر، فاطمة. وقد جاهد الحسن المشنى بين يدي عمه الحسين (ع) لكنه لم يستشهد حيث أصابته جراح بليغة وقطعت يده اليمنى، فيما توفى عبد الرحمن في الأبواء وهو محرم خلال مسير الامام الحسين من المدينة الى مكة، فيما نال وسام الشهادة بين يدي عمهم الحسين (ع) كل من "عبد الله الأكبر والقاسم وعبد الله الأصغر" رضوان الله عليهم.
شهادة عبد الله الأكبر:
عبد الله الأكبر ابن الحسن ويكنى بـ أبي بكر، وهو زوج سكينة بنت الامام الحسين (ع)، وقد تقدم للشهادة قبل أخيه القاسم، فقاتل قتالاً شديداً حتى قتل. وجاء في زيارته: (السّلامُ عَلى أبي بَكرِ بنِ الحْسَنِ بنِ عليِّ الزَكَيِّ الوَليِّ ، المَرْميِّ بِالسّهمِ الرَّديِّ ، لَعَنَ اللّهُ قاتِلَهُ عَبْدَاللّه بِنَ عَقَبةِ الغَنَويِّ) .
القاسم في الميدان
بعد أن استشهد عبد الله الأكبر بن الامام الحسن (ع) استأذن القاسم "وهو غلام لم يبلغ الحلم" عمه الحسين (ع) أن يخرج للقتال فما زال به حتى أذن له فخرج وفي يده السيف وهو يرتجز:
إن تنكروني فأنا شبل الحسن سبط النبي المصطفى والمؤتمن
هذا حسين كالأسير المرتهن بين أناس لا سقوا صوب المزن
وكان على القاسم قميص وإزار ويحتذي نعلين، فقاتل قتالاً شديداً حتى قتل على صغر سنه ثلاثة منهم، وقيل أكثر.
القاسم شهيدا :
انقطع شسع نعله اليسرى، فوقف ليشدها. فقال عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي (لعنه الله): «والله لأشدنّ عليه» ... فضرب رأسه بالسيف، فوقع القاسم لوجهه، وصاح: يا عماه، فجلى الحسين (ع) كما يجلي الصقر، ثم شد بالسيف على نفيل الأزدي بالسيف، فاتقاها بالساعد، فأطنها من لدن المرفق، واقبلت الخيل لتنقذه فوطأته حتى هلك. وانجلت الغبرة، والحسين(ع) قائماً على رأس الغلام، وهو يفحص برجليه، والحسين (ع) يقول: «بُعداً لقوم قتلوك، ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك وأبوك، ثم قال: عز - والله - على عمك أن تدعوه، فلا يجيبك أو يجيبك فلا ينفعك صوته، هذا يوم والله كثر واتره، وقل ناصره، ثم حمله الحسين (ع) ورجلي القاسم يخطّان في الأرض وقد وضع الحسين (ع) صدره علی صدره، فجاء به حتی ألقاه مع ابنه علي الاكبر وحوله قتلی من أهل بيته.
شهادة عبدالله الاصغر
ذكر المؤرخين بأنّ القاسم وعبد الله الأصغر أولاد الامام الحسن (ع)، أمهم واحدة وهي أمّ ولد تسمى رملة. وكان من الصبيان الذين استشهدوا، وكانت عمته زينب (ع) قد حبسته، فأفلت منها نحو مصرع عمه، فضربه "بحر بن كعب" بالسيف فقطع يده، ورماه حرملة بن كاهل الاسدي، فـاستشهد في حجر عمه، قُبيل استشهاد الإمام الحسين(ع).
السلامٌ على ابناء الامام الحسن المجتبى في الشهداء الابرار، ورزقنا زيارتهم في الدنيا وشفاعتهم في الآخرة.. اللهم آمين.
إقرأ أيضا: أقمار مع الامام الحسين (ع)... (14) تصنيف شهداء النهضة الحسينية