هو يزيد بن زياد بن مهاصر أبو الشعثاء الكندي البهدلي، من أنصار الحسين (ع) الذين استشهدوا في كربلاء يوم عاشوراء. ورد أنه كان في بداية أمره في جيش عمر بن سعد وعندما رأى الشروط ردت على الإمام الحسين (ع) و لم تقبل، مال بفرسه والتحق بسيد شباب أهل الجنة.
كان أبو الشعثاء ممّن بايعوا الإمام الحسين (عليه السلام) بالكوفة منتظراً قدومه إليها، وبعد شهادة مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة (رضوان الله عليهما) خرج يريد الالتحاق بالإمام الحسين (ع)، فوافاه في الطريق. ولمّا قدم رسول ابن زياد إلى الحرّ الرياحيّ يأمره فيه بالتضييق على الحسين عليه السلام ومنْعه من التوجّه إلى الكوفة، تصدّى أبو الشعثاء للرسول - وكان يعرفه - فقال له: أ أنت مالك بن نسر البدي؟
قال [مالك]: نعم، (وكان مالك كنديا)
فقال له [أبو الشعثاء]: ثكلتك أمك ماذا جئت فيه؟
قال [مالك]: وما جئت فيه؟! أطعت إمامي، ووفيت بيعتي.
فقال له أبو الشعثاء: عصيت ربك، وأطعت إمامك في هلاك نفسك. كسبت العار والنّار، ألم تقرأ قول الله: {وَجَعَلْنا مِنْهُمْ ائَمة يَدْعُون الى النَّارِ وَ يَوْمِ القَيمةِ لايُنْصَرون} فهو إمامك (أي: ابن زياد).
وفي يوم عاشوراء ، برز أبو الشعثاء إلى الميدان وكان يقاتل من على ظهر فرسه فلمّا عقر الفرس، جاء نحو الإمام عليه السلام فجثا على ركبتيه وكان رامياً ماهراً، فرمى مئة سهمٍ نحو العدوّ والإمام يدعو له قائلاً : "أللهم سدّد رميته واجعل ثوابه الجنّة".
وعندما فرغت سهامه قام أبو الشعثاء وقال:"ما سقط منها إلّا خمسة أسهم" ومن ثمّ حمل على الأعداء بسيفه وهو يرتجز قائلاً:
أَنَا يَزِيدٌ وَأَبِي مُهَاصِر كَأَنَّنِي لَيْثٌ بِخَيْلٍ خَادِرُ
يَا رَبِّ إِنِّي لِلْحُسَيْنِ نَاصِرُ وَلِابْنِ سَعْدٍ تَارِكٌ وَهَاجِرُ
واستمرّ في القتال حتّى تعاطفوا عليه إستشهد رضوان الله عليه.
(مِنَ المُؤمِنينَ رِجالٌ صَدَقوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ ۖ فَمِنهُم مَن قَضىٰ نَحبَهُ وَمِنهُم مَن يَنتَظِرُ ۖ وَما بَدَّلوا تَبديلًا)..﴿سورة الاحزاب المباركة:آية۲۳﴾.
اللهم ارزقنا شفاعة "أبو الشعثاء الكندي" يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم... اللهم آمين.
إقرأ أيضا: أقمار مع الامام الحسين (ع)... (12) نافع بن هلال الجملي (رض)