إن الحریة والعدالة من المبادئ الدینیة التی شکلت فحوی الدیانات جمیعا، فقد جاء وعد الله بنصر الحق علی الباطل تأکیدا للمبدئین الدینیین.
وجاء الوعد بنصر الحق علی الباطل فی العدید من الآیات القرآنیة الکریمة حیث وعد الله بزوال الباطل وحکم الصالحین الذین یحکمون بالعدل والمتمثل في قيام دولة العدل في الارض بقيام الامام الموعود المهدي المتنظر (عج).
یأمل البشر دائما بزوال الظلم والجور وتحکیم السلام والعدالة فی العالم وهذا التوجه یتناسب مع الفطرة البشریة ولهذا السبب نری الشعوب علی مر التأریخ تکافح ضد الظلم والفساد وتجهد من أجل حکومة عادلة.
وإن الإنسان یبحث عن الحق بذاته وفطرته ومن هذا الأساس لایستطیع التأقلم مع الباطل وإتباعه أبدا وإن لم یکن الإنسان دائما قادرا علی مواجهة الظلم ولکنه بحکم الفطرة کان دائما رافضا للظلم قام ضده کلما حصلت له فرصة.
ویوصف القرآن الکریم الباطل بالزبد الذی لابد من أن یکون مصیره العدم " أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ"، (سورة الرعد المباركة، آية: 17) .
إقرأ أيضا: قبسات قرآنية (86).. (يا ويلتي ليتني لم أتخذ فلانا خليلا)، سورة الفرقان، آية: 28