وقال جايانت بينتو، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة: ”الاستنتاج الرئيسي للبحث، يقدم دليلا آخر حول كيف أن التراجع السريع في حاسة الشم هو مؤشر لما سيحدث في مناطق معينة من الدماغ“.
وعادة ما تظهر اللويحات والتشابكات التي تميز الأنسجة المصابة بمرض الزهايمر في مناطق الشم من الدماغ والمناطق المرتبطة بالذاكرة، قبل أن تتطور في أجزاء أخرى من هذا الدماغ، وفقا لصحيفة ”هيرديرو“ الإسبانية.
وحسب الدراسة التي شملت بيانات 515 من كبار السن، لا يزال غير معروف ما إذا كان هذا الضرر هو سبب انخفاض حاسة الشم لدى الشخص.
وأراد بينتو وفريقه معرفة ما إذا كان من الممكن تحديد التغيرات في الدماغ التي ترتبط بفقدان الشخص الرائحة والوظيفة الإدراكية بمرور الوقت.
وقالت راشيل باسينا، من فريق البحث: ”كانت فكرتنا أن الأشخاص الذين يعانون من انخفاض سريع في حاسة الشم بمرور الوقت سيكونون في حالة أسوأ – وأكثر عرضة للإصابة بمرض الزهايمر – من أولئك الذين يعانون من انخفاض بطيء في حاسة الشم أو استمرارها“.
واستخدم الفريق بيانات مجهولة المصدر من مرضى مشروع الذاكرة والشيخوخة في جامعة راش، والذي بدأ في عام 1997 للتحقيق في الحالات المزمنة للشيخوخة والأمراض العصبية التنكسية، مثل مرض الزهايمر.
ويخضع المرضى لاختبارات سنوية للتحقق من قدرتهم على التعرف على روائح معينة أو وظائفهم المعرفية أو علامات الخرف، كما خضع البعض لتصوير بالرنين المغناطيسي.
ووجد العلماء في ملاحظاتهم أن الانخفاض السريع في حاسة الشم لدى الشخص خلال فترة الإدراك الطبيعي، يتنبأ بسمات متعددة لمرض الزهايمر، بما في ذلك انخفاض حجم المادة الرمادية في مناطق الدماغ المتعلقة بالشم والذاكرة، وضعف الإدراك وزيادة خطر الإصابة بالخرف.
وكان خطر فقدان حاسة الشم مشابها لخطر أمراض الخرف، كونه حاملا جين (APOE-e4)، وهو عامل خطر وراثي معروف للإصابة بمرض الزهايمر.
وكانت التغييرات أكثر وضوحا في مناطق حاسة الشم الأولية، بما في ذلك اللوزة والقشرة الشمية الداخلية، والتي تعد من المدخلات الهامة للحصين، وهو جزء مهم في مرض الزهايمر.
واختتم بينتو: ”لقد تمكنا من إظهار أن حجم وشكل المادة الرمادية في مناطق حاسة الشم والذاكرة لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاض سريع في حاسة الشم، كانت أصغر مقارنةً بأولئك الذين يعانون من انخفاض حاد في حاسة الشم“.
وبالنسبة إلى راشيل باسينا، فإن كان من الممكن تحديد الأشخاص في عمر الأربعين والخمسين والذين هم أكثر عرضة للخطر في وقت مبكر، فيمكن أن تكون لديهم معلومات كافية لتسجيلهم في التجارب السريرية وتطوير عقاقير أفضل.