ما هو عقاب کتمان الحقیقة من منظور القرآن الكريم؟
إن تبیین الحق وهدایة الناس یعتبران من أهم رسالات الأنبیاء، وقد حذر القرآن الکریم من کتمان الحق الذی جاء الأنبياء لتبیینه.
إن کتمان الحقيقة تسبب في العديد من الظلم في المجتمعات البشرية وما زالت آثاره المميتة مستمرة حتى يومنا هذا. إن التهديد والتوبيخ اللذين يوجههما القرآن الكريم للذين يقومون بكتمان الحقيقة فريد من نوعه، لأن هذا الفعل القبيح يمكن أن يضلل الأمم والأجيال.
وفي هذا الاطار، قال الله سبحاه وتعالى في سورة "البقرة، الآية : 159" ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَ الْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ).
إن الإنسان یبحث بالفطرة عن الحق والحقیقة ولکن هناك من الناس من یرید کتمانها وهذا ما یوقف مسیرة الإنسان التطوریة.
إن کتمان الحق والحقیقة إثم عظیم لیس الحق المنزّل أو رسالات النبیین فقط بل إخفاء کل واقع وحقیقة إثم عظیم عند الله.
والصمت حیث یجب کشف الحقیقة أیضاً إثم کما أن منع إستماع الناس للحق وواقع الأمور عندما یکونون بحاجة إلیها إثم عظیم.
وقال الله سبحانه وتعالی "وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَ لا تَكْتُمُونَهُ" (آل عمران / 187) کما جاء في الحدیث سئل الإمام علي (عليه السلام) " فَمَنْ شَرُّ خَلْقِ اللَّهِ بَعْدَ إِبْلِیسَ وَ فِرْعَوْنَ؟" فأجاب الإمام علي (ع) " العلماء اذا فسدوا، هم المظهرون للاباطيل، الكاتمون للحقايق، و فيهم قال اللَّه عز و جل أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَ يَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ".
إقرأ أيضا: قبسات قرآنية (84)..(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا..)