ووجدت الدراسة أن الحميات الغذائية الغنية بالبوتاسيوم، ترتبط بخفض ضغط الدم، خاصة عند النساء اللواتي يتناولن كميات كبيرة من الملح.
ويقول الباحثون إن الاستهلاك المنتظم لأطعمة مثل الموز والأفوكادو والسلمون (الغنية بالبوتاسيوم )، يمكن أن يساعد في تقليل الآثار السلبية للملح، وبالتالي يكافح أمراض القلب والأوعية الدموية.
وأوضح الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تشير إلى أن المعدن يساعد في الحفاظ على صحة القلب، لكن النساء هن الأكثر استفادة من الرجال.
ووفقا للدراسة، فإن العلاقة بين البوتاسيوم والأضرار التي تلحق بالقلب كانت هي نفسها بغض النظر عن تناول الملح، ما يشير إلى أن البوتاسيوم له طرق أخرى لحماية القلب بالإضافة إلى زيادة إفراز الصوديوم في البول.
وقال البروفيسور ليفرت فوغت من المراكز الطبية بجامعة أمستردام بهولندا، الذي قاد الدراسة: " من المعروف أن الاستهلاك العالي للملح مرتبط بارتفاع ضغط الدم وزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية. ركزت النصائح الصحية على الحد من تناول الملح ولكن هذا صعب عندما تشمل وجباتنا الغذائية الأطعمة المصنعة. ويمكن لشركات الأغذية المساعدة من خلال استبدال الملح القياسي ببدائل ملح البوتاسيوم".
وأضاف: "في دراستنا، ارتبط البوتاسيوم الغذائي بأكبر فوائد صحية لدى النساء".
وشملت الدراسة 11267 رجلا و13696 امرأة من دراسة Epic-Norfolk. وأكمل المشاركون استبيانا حول عادات نمط الحياة، إلى جانب قياس ضغط الدم، وجمع عينات البول. ووقع استخدام الصوديوم والبوتاسيوم في البول لتقدير المدخول الغذائي.
وقام الباحثون بتحليل العلاقة بين تناول البوتاسيوم وضغط الدم، ووجدوا أن استهلاك البوتاسيوم (بالغرام في اليوم) مرتبط بضغط الدم لدى النساء. ووجدوا أنه مع زيادة تناول المعدن، ينخفض ضغط الدم.
وعندما وقع تحليل الارتباط وفقا لاستهلاك الملح، لوحظت العلاقة بين البوتاسيوم وضغط الدم فقط لدى النساء اللائي يتناولن كميات كبيرة من الصوديوم.
وخلال متابعة متوسطها 19.5 سنة، تم إدخال 13596 شخصا إلى المستشفى أو ماتوا بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
وبشكل عام، وجدوا أن الأشخاص الذين تناولوا أعلى كمية من البوتاسيوم لديهم خطر أقل بنسبة 13% للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بأولئك الذين يتناولون أقل كمية.
وعندما تم تحليل الرجال والنساء بشكل منفصل، كان انخفاض المخاطر 7% و11% على التوالي.
ووجد الباحثون أن كمية الملح في النظام الغذائي لم تؤثر على العلاقة بين البوتاسيوم وأحداث القلب والأوعية الدموية لدى الرجال أو النساء.
وأوضح البروفيسور فوغت: "تشير النتائج إلى أن البوتاسيوم يساعد في الحفاظ على صحة القلب، لكن تستفيد النساء أكثر من الرجال. وكانت العلاقة بين أحداث القلب والأوعية الدموية والبوتاسيوم هي نفسها بغض النظر عن تناول الملح، ما يشير إلى أن البوتاسيوم له طرق أخرى لحماية القلب بالإضافة إلى زيادة إفراز الصوديوم".
وتوصي هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) البالغين (الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و64 عاما) بالحاجة إلى 3500 مغ من البوتاسيوم يوميا، وينبغي أن يكونوا قادرين على الحصول عليها من نظامهم الغذائي اليومي.
وتشمل الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم الخضروات والفواكه والمكسرات والبقوليات ومنتجات الألبان والأسماك.
وأكدت تريسي باركر أخصائية التغذية في مؤسسة القلب البريطانية (BHF): "يدعم هذا البحث النصيحة الحالية التي تقضي بتقليل تناول الملح وتناول المزيد من الأطعمة التي تحتوي على البوتاسيوم يمكن أن يكون وصفة لقلب أكثر صحة".
ومن الطرق السهلة لزيادة تناولك للبوتاسيوم هو تناول خمس حصص من الفاكهة والخضروات يوميا.
والأطعمة الأخرى، مثل البقول والأسماك والمكسرات والبذور والحليب، تحتوي أيضا على نسبة عالية من البوتاسيوم وقليلة الملح، لذلك يمكن أن تفيد القلب.
المصدر: إندبندنت