من وصايا قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) لطلبة العلوم الدينية: ( يوم كنا في مثل أعماركم كان التيار الغالب التيار المناهض للإسلام، ولا أقول غير الإسلامي، بل المعادي للإسلام. كنتُ رجل دين في مدينة مشهد أدرّس في الحوزة وكانت لي كذلك جلساتي للطلبة الجامعيين. كان المسجد يمتلئ بالطلبة الجامعيين وألقي عليهم دروساً ومحاضرات في التفسير. وأردنا أن نسافر إلى طهران بصحبة أحد الأصدقاء رحمه الله. كنا نتمشى في محطة القطار إلى أن يحين وقت حركة القطار، وكان الشباب الذين كانوا يتمشون مثلنا إلى أن يحين وقت حركة القطار لا يكفون عن الاستهزاء بي، وكان صديقي الذي معي طالباً جامعياً فخجل. والشخص الذي كان يسخر مني لم يكن بيننا عداء ولا أية سوابق، ولم أكن قد أسأت له، ولا هو ربما كان متعلماً بالقدر الكافي، ولكن مع ذلك كان هذا فعله. رجل الدين ـ أي طالب العلوم الدينية الشاب الذي كان مشغولاً ويعمل ويدرس ويُدرّس ـ كان يجب أن ينال السخرية والاستهزاء من دون سبب أو مبرر. هكذا كانت الأجواء. وقد كانت مدينة مشهد قبّة الإسلام وهكذا كان وضعها، أما طهران فكانت أسوء من ذلك بكثير. حدث لنا في طهران أيضاً، وقد حدث هذا لكثيرين. ليس الوضع كذلك اليوم. لا أن طلبة العلوم الدينية ورجال الدين والمعممين ليس لهم اليوم أعداء ومخالفون ومن يستهزئون بهم، بلى، اليوم أيضاً يوجد مثل هؤلاء وسيكونوا موجودين دائماً ـ وقد كانوا يستهزئون حتى بالأنبياء ـ بيد أن التيار اليوم تيار إسلامي. هذه إحدى الخصوصيات وهي لصالحكم، فاغتنموا وانتفعوا من هذه الخصوصية ما استطعتم.