ويبدو أن هذا الارتفاع مدفوع بعدة عوامل، أهمها ظهور نوعين فرعيين جديدين سريعي الانتشار من متحور أوميكرون (بي أيه.4 و بي إيه.5)، وتخفيف إجراءات الوقاية. وتثير هذه الزيادة في الإصابات أسئلة جديدة حول انتقال وتأثيرات فيروس كورونا في أجسامنا.
من المهم ملاحظة أن الجدول الزمني التالي هو تقدير متوسط يعتمد على المعلومات المنشورة في الدراسات العلمية التي استعرضتها وكالات الصحة الدولية. وقد يختلف هذا الجدول الزمني في حالات محددة.
اليوم 0: العدوى
تبدأ العدوى بعد التواصل مع شخص مصاب بالفعل بفيروس كورونا.
عندما يتحدث الشخص أو يسعل أو يعطس، يتم إطلاق قطرات صغيرة من اللعاب التي تحمل جزيئات فيروس كورونا. وكمية الفيروس تختلف اختلافا كبيرا من شخص لآخر.
يمكن إطلاق هذه القطرات الصغيرة المصابة مباشرة على وجهنا، أو بقاؤها معلقة “تتجول” في الهواء لدقائق أو حتى ساعات.
هذا هو الوقت الذي تبدأ فيه عملية العدوى ويستخدم الفيروس بروتين سبايك، الذي يغطي سطحه الخارجي، للاتصال بمستقبلات الخلايا في الأغشية المخاطية للأنف والفم والعينين.
ويبدأ الفيروس من تلك اللحظة بغزو الخلية ويستخدم آليتها البيولوجية لتكوين نسخ جديدة منه بشكل متكرر.
الأيام 1 و 2 و 3: الحضانة
بعد أن تمكن فيروس كورونا من غزو الخلايا الأولى في الجسم، فإن الخطوة التالية هي توسيع مجال عمله.
مع إطلاق كل خلية تم غزوها آلاف النسخ، ينتشر الفيروس بصورة أوسع في الكائن الحي. تُعرف فترة التطور الصامت هذه، والتي لا يمكن اكتشاف وجود الفيروس خلالها، باسم الحضانة.
يقول عالم الفيروسات أندرسون إف. بريتو، الباحث العلمي في معهد تودوس بيلا ساودي Todos pela Saúde في البرازيل: “لقد لاحظنا أن وقت حضانة المتغيرات الجديدة قد تقلص”.
ووفقا لتقرير وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة، فإن فترة حضانة متحور ألفا كانت تستمر في المتوسط، من خمسة إلى ستة أيام، أما في الطفرة المتحورة دلتا، فقد انخفضت الحضانة إلى أربعة أيام.
وبالنسبة لمتحور أوميكرون تقلصت فترة الحضانة إلى ثلاثة أيام.
الأيام من 4 إلى 14: ظهور الأعراض وتطورها
مع تقدم الفيروس عبر الممرات الهوائية العلوية (الأنف والفم والحلق)، فإنه في نهاية المطاف يلفت انتباه جهاز المناعة لدينا، والذي يبدأ حينها بشن هجوم مضاد.
يشمل خط الدفاع الأول خلايا مثل العدلات (هي نوع من خلايا الدم البيضاء)، ووحيدات الخلية، وما يسمى بـ “القاتلات الطبيعية”، كما هو مفصل في مقال نُشر عام 2021 من قبل باحثين في مستشفى جامعة تشجيانغ في الصين.
بمرور الوقت، تلعب وحدات المناعة الأخرى دورا ، مثل الخلايا اللمفاوية التائية، التي تنسق استجابة أكثر تنظيما للغزو الفيروسي، والخلايا الليمفاوية البائية، التي تطلق الأجسام المضادة.
تظهر أعراض كوفيد 19 لدى بعض الأشخاص نتيجة رد الفعل المناعي هذا: فسيلان الأنف والسعال والحمى والتهاب الحلق هي محاولات متزامنة للقضاء على الفيروس من قبل الجسم، الذي يعتمد على تأثير العديد من الخلايا التي تعمل بلا انقطاع.
لكن إلى متى تستمر هذه الأعراض؟ تقول الأستاذة نانسي بيلي، أخصائية الأمراض المعدية وعالمة الفيروسات في جامعة ساو باولو: “يعتمد الأمر بشكل كبير على مناعة كل شخص، ويتفاوت الأمر بين شخص وآخر. هناك أشخاص يعانون من أعراض قليلة، ويتعافون بالفعل بعد أربعة أو خمسة أيام، بينما يستغرق الأمر وقتا أطول لدى آخرين”.
في هذه المرحلة من المهم البقاء في عزلة وتقييد التواصل مع الآخرين قدر الإمكان. وإذا كنت بحاجة إلى الخروج أو التفاعل مع الآخرين، فإن الكمامة الجيدة تجنبك نشر الفيروس، الراحة والاستمرار في تناول السوائل أمران ضروريان لضمان الشفاء وإعطاء الجسم الوقت الكافي للتعافي، كما يمكن لأدوية تسكين الآلام وخافضات الحرارة أن تكون عاملا مساعدا أيضا.
اليوم الخامس عشر وما بعده: نهاية (أو ظهور أعراض كوفيد طويل الأمد)
بعد حوالي أسبوعين من أول تعرض للفيروس، عادة ما “ينتصر الجهاز المناعي” في المعركة ويوقف عملية تكاثر الخلايا وتدميرها.
وقد ساعدت اللقاحات على تحقيق هذا الانتصار، حيث أن الجرعات تسمح لدفاعات الجسم “بالتدريب” بأمان على محاربة العامل الممرض حتى قبل التعرض له.
لكن من المؤسف أنه في بعض الحالات يتمكن الفيروس من الوصول إلى الأعضاء الحيوية (مثل الرئتين)، مما يؤدي إلى حالات التهابية خطيرة. وتتطلب هذه المواقف عادة رعاية طارئة، وتمثل خطرا كبيرا لكونها قد تؤدي إلى حدوث الوفاة.
حتى بالنسبة للمرضى الذين تعافوا، هناك خطر الإصابة بفيروس كورونا طويل الأمد حيث تستمر الأعراض لعدة أشهر (أو حتى سنوات).
وعلى الرغم من أن كوفيد طويل الأمد مازال يلفه الكثير من الغموض، إلا أن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) تقدر أن ما يصل إلى 13.3 في المئة من المصابين بفيروس كورونا يعانون من أعراض طويلة الأمد لمدة شهر أو أكثر. وحوالي 2.5 في المئة أبلغوا عن أعراض استمرت لمدة ثلاثة أشهر على الأقل.