من وصايا قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي (حفظه الله) لطلبة العلوم الدينية: (أنتم رجال الدين الشباب من القطاعات المتحمسة والمؤثرة في حركة رجال الدين ـ مهمتها مواصلة مهمة الأنبياء. ينبغي النظر لعمل رجال الدين ومهمتهم بهذه النظرة. الدرس الذي تدرسونه والتخطيط الذي تخططونه لمستقبلكم يجب أن يكون وفق هذه النظرة. إنكم من يتابع عمل الأنبياء. طيب، عمل الأنبياء ورد في سورة الأعراف المباركة: «واِلىٰ عادٍ اَخاهُم هودًا قالَ يٰقَومِ اعبُدُوا اللَهَ ما لَكم مِن اِلٰهٍ غَيرُه» (الأعراف - 65).
القضية هي قضية التوحيد. مسيرة الأنبياء مسيرة من أجل التوحيد. بل إن أساس عمل الأنبياء ودعوتهم هي دعوة إلى التوحيد. والدعوة إلى التوحيد ليس معناها فقط بأن تعتقدوا أنَّ الله واحد وليس اثنين، وأن هذه الأصنام والأوثان والآلهة الموجودة لا تستحق الألوهية. ليس هذا فقط، إنما الاعتقاد بالتوحيد أساس وركيزة وخلفية أساسية لرؤية كونية تصنع الحياة.
الاعتقاد بالتوحيد يعني إيجاد مجتمع توحيدي، مجتمع يتكون ويُدار على أساس التوحيد. هذا هو الاعتقاد بالتوحيد وهذه هي عقيدة التوحيد. إذا لم يكن هذا لما كانت معاداة الأنبياء «وكذٰلِك جَعَلنا لِكلِّ نَبِي عَدُوًّا شَيٰطينَ الاِنسِ والجِنِّ يوحي بَعضُهُم اِلىٰ بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُرورًا» (سورة الأنعام – الآية 112). هذه العداوات بسبب أن الأنبياء جاءوا واعترضوا على اعتقادات المجتمع وانتقدوه، وعرضوا شكلاً وهندسة جديدة لأسلوب حياة البشر).