مناجاة المحبين ... مناجاة يوم السبت

السبت 2 يوليو 2022 - 14:00 بتوقيت غرينتش
مناجاة المحبين ... مناجاة يوم السبت

اسلاميات - الكوثر: المناجاة الخمسة عشر هي مجموعة من الأدعية المروية عن علي بن حسين السجاد عليه السلام مروية في كتابي الصحيفة السجادية وبحار الأنوار، وتحتوي على عدة مباحث عرفانية وأخلاقية وتربوية، قام بشرحها وبيانها مجموعة من العلماء.

الْمُنَاجَاةُ التَّاسِعَةُ مُنَاجَاةُ الْمُحِبِّينَ ، لِيَوْمِ السَّبْتِ :

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

إِلَهِي مَنْ ذَا الَّذِي ذَاقَ حَلَاوَةَ مَحَبَّتِكَ فَرَامَ مِنْكَ بَدَلًا ، وَ مَنْ ذَا الَّذِي آنس بِقُرْبِكَ فَابْتَغَى عَنْكَ حِوَلًا .
إِلَهِي فَاجْعَلْنَا مِمَّنِ اصْطَفَيْتَهُ لِقُرْبِكَ وَ وَلَايَتِكَ ، وَ أَخْلَصْتَهُ لِوُدِّكَ وَ مَحَبَّتِكَ ، وَ شَوَّقْتَهُ إِلَى لِقَائِكَ ، وَ رَضَّيْتَهُ بِقَضَائِكَ، وَ مَنَحْتَهُ بِالنَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ ، وَ حَبَوْتَهُ بِرِضَاكَ ، وَ أَعَذْتَهُ مِنْ هَجْرِكَ وَ قِلَاك ، وَ بَوَّأْتَهُ مَقْعَدَ الصِّدْقِ فِي جِوَارِكَ ، وَ خَصَصْتَهُ بِمَعْرِفَتِكَ ، وَ أَهَّلْتَهُ لِعِبَادَتِكَ ، وَ هَيَّمْتَهُ لِإِرَادَتِكَ ، وَ اجْتَبَيْتَهُ لِمُشَاهَدَتِكَ ، وَ أَخْلَيْتَ وَجْهَهُ لَكَ ، وَ فَرَّغْتَ فُؤَادَهُ لِحُبِّكَ ، وَ رَغَّبْتَهُ فِيمَا عِنْدَكَ ، وَ أَلْهَمْتَهُ ذِكْرَكَ ، وَ أَوْزَعْتَهُ شُكْرَكَ ، وَ شَغَلْتَهُ بِطَاعَتِكَ ، وَ صَيَّرْتَهُ مِنْ صَالِحِي بَرِيَّتِكَ ، وَ اخْتَرْتَهُ لِمُنَاجَاتِكَ ، وَ قَطَعْتَ عَنْهُ كُلَّ شَيْ‏ءٍ يَقْطَعُهُ عَنْكَ .
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ دَأْبُهُمُ الِارْتِيَاحُ إِلَيْكَ وَ الْحَنِينُ ، وَ دَهْرُهُمُ الزَّفْرَةُ وَ الْأَنِينُ ، جِبَاهُهُمْ سَاجِدَةٌ لِعَظَمَتِكَ ، وَ عُيُونُهُمْ سَاهِرَةٌ فِي خِدْمَتِكَ ، وَ دُمُوعُهُمْ سَائِلَةٌ مِنْ خَشْيَتِكَ ، وَ قُلُوبُهُمْ مُتَعَلِّقَةٌ بِمَحَبَّتِكَ ، وَ أَفْئِدَتُهُمْ مُنْخَلِعَةٌ مِنْ مَهَابَتِكَ ، يَا مَنْ أَنْوَارُ قُدْسِهِ لِأَبْصَارِ مُحِبِّيهِ رَائِقَةٌ ، وَ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ لِقُلُوبِ عَارِفِيهِ شَائِقَةٌ ، يَا مُنَى قُلُوبِ الْمُشْتَاقِينَ ، وَ يَا غَايَةُ آمَالِ الْمُحِبِّينَ ، أَسْأَلُكَ حُبَّكَ وَ حُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ ، وَ حُبَّ كُلِّ عَمَلٍ يُوصِلُنِي إِلَى قُرْبِكَ ، وَ أَنْ تَجْعَلَكَ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا سِوَاكَ ، وَ أَنْ تَجْعَلَ حُبِّي إِيَّاكَ قَائِداً إِلَى رِضْوَانِكَ ، وَ شَوْقِي إِلَيْكَ ذَائِداً عَنْ عِصْيَانِكَ ، وَ امْنُنْ بِالنَّظَرِ إِلَيْكَ عَلَيَّ ، وَ انْظُرْ بِعَيْنِ الْوُدِّ وَ الْعَطْفِ إِلَيَّ ، وَ لَا تَصْرِفْ عَنِّي وَجْهَكَ ، وَ اجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الْإِسْعَادِ وَ الْحُظْوَةِ عِنْدَكَ ، يَا مُجِيبُ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ".